نسيت اني زوجه بقلم سلوي علبيه الفصل الأول

لمحة نيوز

 الفصل الأول
ونسيت أني زوجة الكاتبة سلوى عليبه
قلبى يحتاج الى قلب .....ليداوى جراحى بالحب ...فحياتى تمر بلا معنى ...ودوائى ليس بالطب ....فالقلب يهفو للقاء ....مع من يريد معه بقاء.....أبحث عنه بين البشر ....فهل يأتى ومعه السحر ...ويكون نصيبى من القدر .....ليداوى قلبى بالحب ....ويكون مكافأة على الصبر ....
خواطر ...سلوى عليبه
فى شقه مكونه من ثلاثة غرف صغيره وصاله ومطبخ ودورة مياه ...تتميز بالأثاث البسيط ولكن منظم ويبث الهدوء والسکينه لمن فى المكان ....
يصدح صوت آذان الفجر من المسجد القريب لذلك المنزل ..فيستيقظ الأب عبد القادر ويأخذ منشفته ويذهب صوب دورة المياه لكى يتوضأ فهو دائما ما يحافظ على صلاة الفجر ثم يقرأ ماتيسر من القرآن الكريم وبعدها يرجع للمنزل وهو يحمل الفول والطعميه الساخنه للإفطار حتى يذهب بعدها لعمله فهو موظف بالشهر العقارى بمدينه إقليميه صغيره ...
تستيقظ الأم ناديه فهمى ربة منزل ليس بحياتها سوى أولادها الأربعه ...أسمهان وهى طالبه بالفرقه الرابعه بكلية الآداب قسم اللغة الألمانيه ...ثم إيمان طالبه بالفرقه الثانيه بطب الأسنان ..ثم التوأمين نورين وأخيها نور فهم بالصف الثالث الثانوى .....
ذهبت ناديه تجاه غرفة بناتها وهى توقظهم 
أسمهان .....أسمهان ....قومى ياحبيبتى عشان صلاة الفجر وصحى إخواتك يلا ياحبيبتى ....
تململت أسمهان فى نومها وقالت وصوتها متحشرج من النوم حاضر ياماما قايمه أهو .....
خرجت الأم من الغرفه ولما لا وهى تعلم أن إبنتها أسمهان ستتولى مهمة إيقاظ أخواتها فهى الكبرى بينهم وتعشق اخوتها كثيرا ووالدتها وأيضا والدها رغم أنه لا يقبل الخطأ فهو شديد معهم جداااا خاصة الفتيات فهو ېخاف عليهم بشده خاصة وهو يرى مايحدث حوله فأصبح خوفه عليهم كسجن يحاوطهم فممنوع أن يصادقوا أحدا ..
.يعلم مواعيد محاضراتهم ومتى تنتهى والويل كل الويل لمن يتأخر عن وقت رجوع المنزل مهما كان العذر ....فأصبح هناك خوف ورهبه من أبيهم ..عكس والدتهم تماما والتى دائما ماتعترض على زوجها فيما يفعله مع بناته خاصة وانه يعلم أخلاقهم جيدا ولكنه لايستمع لأحد مهما كان ......
صلى الجميع الفجر بعد أن أيقظتهم أسمهان وذهب نور الى المسجد حتى لاينال العقاپ من أبيه .....
بدأوا فى يومهم فمنهم من بدأ فى استرجاع دروسه كنورين ودخلت أسمهان وإيمان مع والدتهم الى المطبخ لصنع طعام الإفطار وسط أحاديثهم ومرحهم حتى أتى والدهم ومعه نور ...التفوا حول السفره لكى يفطروا .....
تململت أسمهان وهى تريد أن تطلب من والدها بعض النقود ولكنها تشعر بالخۏف والخجل فوالدها لايمتلك غير راتبه فهو شديد حتى بعمله ولا يقبل أى مال حرام حتى لو على سبيل الشاى كما يبررها البعض ....
أجلت أسمهان صوتها .....لللللو سمحت يابابا ..كنت عايزه 50جنيه علشان عندى بحث وعايزه أعمله وأطبعه نظر إليها والدها .....ماشى بس هو لازم النهارده ....أطرقت أسمهان رأسها
بخجل وقالت ...والله يابابا هو أصلا البحث من أسبوع بس أنا عارفه إننا كنا أخر الشهر وكده فمرضتش أطلب من حضرتك بس يعنى الدكتور قال اللى مش هيجيبه بكره هيشيل الماده ......
زفر عبد القادر بشده تحت إحساسه بثقل الحمل عليه وهو ينظر لأولاده ويعلم أنه مشواره معهم ليس بسهل ....
إبتسم عبد القادر بصعوبه 
خلاص بعد متخلصى أول محاضره رنى عليا لو المرتب نزل هقولك وساعتها حتى ابقى تعاليلى الشغل خدى الفلوس وابقى إطلعى اعمليه تمام .....
تمام هكذا ردت أسمهان بخفوت .....فقال نور بمرح ....
يعنى يابابا النهارده هتقبض وهناخد فلوس الدروس أصل الأساتذه بيزنوا .....
نظر اليه والده بسخط وقال 
والله ماقاطم وسطى الا الدروس بتاعتكم دى امتى تخلصوا بقه انا زهقت .....
ردت نورين وهى تمضغ الطعام بنهم ...ربنا يخليك لينا يابابا ومايحرمنا منك ابدا يااارب ...ضحك الجميع على نورين ...ثم قالت إيمان هى الأخرى ....طب حضر نفسك ياسى بابا عشان عايزه انا كمان أدوات للكليه انت عارف طب أسنان محتاجه مصاريف كتيييير ......
تكلمت والدتهم وقالت ...خلاص بطلو طلبات بقه ...إيييييه معندكمش ډم نفسى تبقوا زى أسمهان كده بديها الفلوس بالعافيه وتقول معايا إنما انتوا لو لقيتونى جنيه هتاخدوه ......
انهى الجميع الإفطار وكل ذهب الى واجهته حتى يبدأ نشاطه المعتاد .....
فى مكان اخر فى القاهره بشقه راقيه فى حى المهندسين يجلس اللواء عبد الرحمن يتناول فنجان
قهوته
الصباحيه وهو يقرأ الجريده مثلما تعود يوميا ...
.دق جرس الباب وذهب العم الهامى ليكى يفتح فهو يمكث مع اللواء عبد الرحمن بمنزله بعد أن تقاعد كل منهما لكى يراعى مطالبه هو وإبنه دكتور إحسان طبيب جراح خاصة بعد ۏفاة زوجة اللواء منذ سنتين ....
دخل إلهامى بكل هدوء وهو يقول ....أستاذ محسن المحامى عايز حضرتك يا بيه ....
خليه يتفضل بسرعه ...هكذا رد عليه عبد الرحمن باندهاش ....دخل المحامى بعد أن ألقى السلام وجلس بجوار اللواء عبد الرحمن وقال ..أنا اسف انى جيت من غير ميعاد بس الموضوع ضرورى جدا .....
انتبه عبد الرحمن لنبرة صوت المحامى المضطربه وقال ....خير يا متر فيه
إيه فيه مشكله بخصوص الأرض ولا إيه 
زفر المحامى بشده وقال .....
حضرتك الأرض انت سايبها من فتره ولما رحت السهر العقارى اللى الأرض تبعها لقيت واحد هناك مزور ورق ان الأرض بتاعته وطبعا قالولى اللى انت عايز تعمله إعمله وحضرتك رافض إنى أقول إن الأرض دى تخص معاليك ومش عارف ليه الصراحه !
رد عليه عبد الرحمن پغضب ....لإنى بإختصار مبحبش أمور الوساطه وانى أستغل منصبى كونى كنت لواء سابق ومساعد وزير الداخليه ....ثم قام من مكانه وأكمل پغضب ....دانا مرضتش أدخل إبنى الوحيد شرطه علشان متوسطش ليه يبقى دلوقتى أقول منصبى إيه علشان عايز أبنى
على أرض تخصنى مسجد كبير ومستوصف .هو إيه مفيش رحمه ولا إيه .....
تقدم منه المحامى بهدوء .....حضرتك سايب بلدكم من فتره طويله والأرض مكنش حد بيروح ناحيتها خاالص عشان كده اللى طمع فيها دفع لموظفين الشهر العقارى وعمل عقود قديمه إن الأرض ملكه .....انا طبعا هطعن فى العقود وهنكسب القضيه بس فكرتى إن لما يعرفوا إن الأرض تخص حضرتك أكيد هيتراجعوا ....
فكر عبد الرحمن قليلا وقال ....إنت رايح إمتى 
دلوقتى حضرتك ...أجاب عليه المحامى بإحترام .....
رد عليه عبد الرحمن بقوه ....تمام وانا بنفسى جاى معاك .....ثم نادى بصوته ..ألهامى يا إلهامى ...فين إحسان .
رد إلهامى بإحترام ....خرج ياباشا من بدرى ....
زفر عبد الرحمن بقوه وقال ....مش عارف اعمل معاه إيه مخه قفل ومش راضى يتجوز ولا يتنيل كل حياته شغل وشغل وشغل حاجه قرف ....
ثم نظر الى الهامى وأكمل ...خلاص روح انت وابقى قول للبيه لما يجى إنى سافرت البلد عشان عندى هناك شغل تمام ..
فى مستشفى إستثمارى كبير من يقف أمامها يظن أنها فندق خمس نجوم ولم لا وهى تعتبر نوع من انواع التجاره لرجل أعمال له ثقله فى الدوله وكأنه لم يبق غير المړض ليتاجروا ويتربحوا منه .....
كان يجلس دكتور إحسان عبد الرحمن ...طبيب جراحه أورام يتميز بالملامح الهادئه مع وسامه شديده ..يجلس معه صديقه المقرب باهر صديق إحسان فهو الأخر طبيب ولكن قسم نساء وتوليد ...
قال باهر بإستفسار ....إيه قلت لسيادة اللوا على موضوع سفرك ولا لسه ...
لسه أجابه إحسان باقتضاب ....
_ لسه ليه دانت خلاص هتوضب فى ورقك ....
_ صراحه مش عارف افاتحه ازاى خاصة انه كده هيقعد لواحده وطبعا مينفعش أخده معايا ...صراحه محتااار جدااا ومش عارف أعمل إيه ....
_ بص كده كده انت عايز تسافر تكمل دكتوراه بره ووالدك المفروض يفهم ان ده مستقبلك ولازم ميوقفش قصاده ...ثم أكمل مشجعا ...يلا يلا انت تروح تفاتحه على طووول فى الحوار ده على الأقل لما يبقى عنده خلفيه أحسن مايتفاجأ ....
فكر إحسان بكلام صديقه وقرر أنه بالفعل سيحدث أباه فى هذا الموضوع اليوم قبل غدا ...
تتقابل الدروب من حيث لا ندرى ولكنه بتقدير من الله فكل شئ بميعاد وحياتنا ماهى الا دروب مختلفه منها من تقابل ومنها من يمشى بخطوط مستقيمه مثل قضيب القطار نشعر بالقرب منهم ولكننا أبدا لن يكون معهم بنا لقاء 
ذهب اللواء عبدالرحمن الى مدينته الإقليميه طوخ 
فهو لم يذهب إليها منذ زمن ولكنها الآن وصية زوجته الحبيبه ولابد من التنفيذ ..فهى كانت تمتلك قطعه أرض فى تلك المدينه وطلبت منه قبل ۏفاتها أن يقسمها مناصفةفيشيد مسجد ومستوصف للفقراء والنصف الأخر يقوم ببناء عماره كبيره لتكون لإبنها بعد ذلك ....وهذا بالفعل ما انتوى
ان ينفذه لولا ما حصل مع موظفين الشهر العقارى
ومع ذاك
النصاب والذى زور عقود الأرض خاصة وانهم ليسوا مدركين من هو مالكها الفعلى فالأرض مازالت بإسم زوجته الراحله.....
دخل عبد القادر تجاه مكتبه فى مبنى الشهر العقارى ..ألقى السلام على زملائه بالمكتب ..فهو جاد جدا بعمله لا يقبل الخطأ او التهاون ورغم معرفته أن بعضا من زملائه ليسوا على القدر الكافى من النزاهه الا أنه لم يمتلك دليل حتى الان ..بدأ فى عمله بجد ونشاط وبعد فتره من الوقت دخل اللواء عبد الرحمن ومعه الأستاذ محسن المحامى ...
بدأ محسن بالكلام وسأل على الأستاذ إبراهيم وهو الموظف الذى أخذ منه الأوراق فى المرة الماضيه ولكنه لم يكن موجودا .....
تكلم عبد القادر .أى خدمه ممكن أعملها ....
نظر اليه اللواء عبد الرحمن بازدراء وهو يقول ....مانت عارف احنا جايين ليه .....
رد عليه عبد القادر بجهل ...انا اسف والله بس فعلا انا مش عارف حضرتك إيه طلبك وبرده مش عارف حضرتك ليه متحفز كده ....
جاوبه سيادة اللواء پغضب 
ماهو لما توقفوا الاوراق اللى تخص الأرض بتاعتى تبقوا انتو كده مش تمام .....
ثار عبد القادر وقال .....أولا حضرتك تحترم نفسك وثانيا بقه انا معرفش انت.. بتتكلم على إيه ..فياريت يا تتكلم بأدب يا تمشى من هنا تشوف مصلحتك فى حته تانيه ......
ثار عبد الرحمن بشده وقال انت مش عارف انا مين ....
أنا اللوا عبد الرحمن الخولى صاحب
الأرض اللى فى الشارع الرئيسى هنا واللى حضراتكم عملتوا عقود مزوره لواحد تانى انها ملكه عشان ياخدها منى ......
بهت عبد القادر مما سمع فهو يعلم أن زميله بالعمل إبراهيم ليس بنزيه بل والأدهى من ذلك انه من الممكن أن يقبل الرشوه بسهوله ليزيف الحقائق وهذا ماحدث بالفعل .....
هدأ عبد القادر قليلا وقال ....انا طبعا مقدر كلام حضرتك بس اللى عايزك تعرفه ان مش انا الموظف اللى عمل كده وسواء حضرتك لوا أو شويش فده ميهمنيش فى شئ لأن حضرتك فى الاول والاخر مواطن ولازم انى أعملك شغلك ...فياريت تتفضل على مكتبى وتقولى إيه الحوار بالظبط .......
حدث كل هذا والمحامى يقوم بإجراء مكالمه
تليفونه خارج
المكتب فلم
يشهد الحوار من الأساس .تكلم المحامى وشرح لعبد القادر كل شئ .أخذ منه عبد القادر الأوراق الأصليه وبحث فى الكمبيوتر المتصل بمكتبه وبالفعل أخرج الأوراق الداله على أن الأرض ملك للواء عبد الرحمن وولده بعد ۏفاة زوجته بل وقام بنفسه ليختمها بختم النسر من المدير بالمصلحه حتى يكون كل شئ موثق وهو فى قراره نفسه لن يمررماحصل من زميله إبراهيم لأن هذا يسوء سمعة جميع العاملين بالمصلحه ....
فى هذه الأثناء دخلت أسمهان الى مكتب والدها بعد أن اتصلت عليه وعلمت انه قد
حصل على مرتبه ...
السلام عليكم ...القت أسمهان السلام برقه وحياء شديدين فهى رغم انها تمتلك جمال طبيعى بلون أعينها الرصاصى الفريد وبشرتها النقيه الا انها خجوله الى اقصى درجه .....رد عبد الرحمن السلام هو والمحامى ....
نظرت أسمهان الى المقعد الفارغ وتساءلت ...هو الأستاذ عبد القادر مش موجود ولا ايه .....وقبل أن يرد عليها أيا منهما كان الساعى بالمكتب يدخل اليها بعد أن رآها وقال .....إزيك يا أسمهان يابنتى عامله ايه.
الحمد لله ياعمو شاكر ...امال بابا فين أجابها اللواء عبد الرحمن بهدوء بعد أن أعجب بهدوئها وخجلها ....بابا راح يخلص ورق وزمانه جى ...اتفضلى اقعدى ... قام المحامى من على المقعد وقال ...هروح اعمل تليفون على السريع كده للمكتب .....
جلست أسمهان وهى تنظر الى الأرض فسألها عبد الرحمن ....إنتى فى الجامعه ...اجابت بهدوء ..أيوه . 
_ فى سنه كام بقه وبتدرسى إيه 
_ فى نهائى آداب ألمانى ..
ظهرت الدهشه على وجه عبد الرحمن وقال ...
.برافو عليكى ...طب واشمعنى ألمانى بقه ....
نظرت أسمهان للأمام بشرود وقالت بحالميه .....عشان نفسى أكمل ماجستير ودكتوراه وأشتغل مترجمه ..
ثم مالبثت أن تذكرت أن والدها يرفض أن تكمل تعليمها بعد الجامعه بحجة أن الفتاه للزواج وهو عند هذه المسأله وتنتهى معها رسالته .
لاحظ عبد الرحمن نظرة الحزن بعينيها ...فقال طب إيه اللى يمنعك بقه عن كده ...
لم ترد عليه لأن والدها قد أتى وفوجئ بها لأنه قد نسى أنه طلب
منها الإتيان إليه
..تقدم منها وقال ..
خير يا أسمهان فيه حاجه 
نظرت إليه بخجل وقالت ...لا يابابا بس يعنى حضرتك نسيت انى كلمتك وقولتلى تعالى.....
ضړب مقدمة رأسه بيده دليل على تذكره وقال ....أيوه صح .طب تمام ثوانى واجيبلك الفلوس اللى انتى عايزاها 
أخرج من جيب بنطاله حفنه من المال وأخرج منها ورقة فئة المائة جنيه وأعطاها لها ....
ولكن أسمهان رفضت بهدوء وقالت ....لا يابابا انا معايا فلوس انا عايزه بس تمن البحث وهو هيتكلف 50 جنيه بس مش 100...
كل هذا تحت أنظار عبد الرحمن والذى كان الإندهاش هو حليفه ليقول بينه وبين نفسه ....هو لسه فيه بنات زى كده فى الزمن ده ...لااااااا دى مش لازم تفلت من تحت إيدى أبداااااا
.....دمتم فى رعاية الله ..
إذكروا الله ........سلوى عليبه
الفصل التاني
ونسيت أني زوجة
سلوى عليبه
عندما تجبرنا الحياه أن نمثل دورا غير دورنا بحجة انه لا يوجد من يملأ هذا الدور..فكيف نعيش عندها حياتنا المنتهكه والتى لا نقدر أن نحقق بها أبسط أحلامنا لمجرد أننا نجب أن نضحى من أجل الآخرين ....
هكذا كانت أسمهان وهى تفكر لما يعاملها والدها بصرامه دونا عن إخوتها ..لما دائما يقول لها أنتى الكبرى ومن يجب عليها أن تتحمل معى المسئوليه ولكن أى مسئوليه ممكن أن تتحملها أكثر من أنها تحرم نفسها من أبسط الحقوق من أجل أخواتها ...
فهى لا تأخذ من المصروف غير ما يكفيها بالكاد حتى يتمتع أخواتها بالمصروف الأكبر ...حتى ملابسها فهى لا تشترى الملابس الجديده كل عام وإن فعلت تحت إلحاح من والدتها فيكون طاقم واحد حتى يتسنى لأخواتها أن يشتروا أكثر من طاقم لهم ....فها هى دائما تلعب دور المضحيه عن طيب خاطر ..لا تتذمر أبدا فيكفيها أن يكمل أخواتها تعليمهم الجامعى بأفضل حال ......
دخلت أسمهان منزلها بعد أن أنهت بحثها ولكن الوقت تأخر ففوجئت بإعصار ڠضب من والدها وهو يقابلها ويقول بصوت جهورى 
كنتى فين يا أسمهان لغاية دلوقت ...
ازاى تسمحى لنفسك تتأخرى بره كده .
ردت أسمهان بإرتباك وخوف 
أسفه يابابا بس حضرتك عارف ان أخر معاد للبحث كان النهارده
ويتسلم بكره فكان لازم اخلصه ...وكمان حضرتك لسه الساعه 5ونص يعنى متأخرتش جامد ولا حاجه...
نظر اليها نظره مرعبه ...يعنى إيه كنتى عايزه تتأخرى أكتر من كده ولا إيه 
تكلمت ناديه والده أسمهان والتى لا يعجبها تعامل عبد القادر مع إبنته 
جرا إيه ياعبد القادر ..يعنى البنت تعمل إيه يعنى كان عندها بحث ولازم تخلصه وكمان متنساش انها إتأخرت فى عمايل البحث بسبب انها مكنش معاها فلوس واستنت لما انت قبضت يعنى البنت كتر خيرها ....
ثم وجهت كلامها لأسمهان 
روحى ياحبيبتى غيرى هدومك وكوليلك لقمه وريحى شويه .....
ذهبت أسمهان والدموع تتلألأ بعينيها ولكنها تحبسهم بمقلتيها حتى لاتبكى أمامهم .
نظرت ناديه الى عبد القادر پغضب وهى تقول ....حرام عليك ياعبد القادر مش كده البنت بقت پتخاف منك مش عارفه اشمعنى هى اللى بتعمل معاها كده دونا عن أخواتها ....
نظر اليها عبد القادر بحزن 
علشان بنتك خام ياناديه مش واعيه زى اخواتها طيبه وغلبانه ومبتعرفش تتعامل مع الناس وفوق دا كله هى أجمل اخواتها .
زفر بشده وأكمل ...متعرفيش النهارده لما جاتلى الشغل كل زمايلى كانو بيبصولها ازاى ..اللى فرحان بيها واللى مش مصدق انها كبرت واحلوت كده ...بخاف ..بخاف عليها قوووى ياناديه ....
ربتت ناديه على كتف زوجها ...
بس مش كده ياعبده انت كده بتبعدها عنك مش بتقربها انت كده بتخليها ترمى نفسها لأى حد ممكن يبقى حنين عليها أكتر منك ...وكمان
أسمهان بينضرب بيها المثل فى أدبها وأخلاقها د غير انها دايما من الأوائل فى كليتها عايز منها ايه اكتر من كده .....
ثم أستطردت بهمس علها تلمس قلبه 
قرب منها ياعبده كفايه انك مش مخليها تكمل ماجستير بعد ما تخلص .
ثار عبد القادر

بشده وهو يقول 
يعنى انا مش عايزها تكمل ليه يعنى ماهو علشان عايز أطمن عليها مع عريسها ..
ردت ناديه بترو..يعنى ياعبده شايف العريس واقف على الباب وكمان ماهو كل عريس بيجى بيطلب شئ وشويات واحنا برده اللى معانا ميكفيش اللى بينطلب مننا واهو ربنا يبعتلها بن الحلال اللى يقدرها ويشيلها
فى عينيه .....قوم يلا ادخل كده ريح وحاول
تتكلم معاها بالراحه شويه عن كده ....
نهض عبد القادر وهو يفكر بكلام ناديه وهل معاملته لأسمهان ممكن أن تبعدها عنه أم لا ....ولا يعرف انها تحتاج منه كلمه فقط تستشعر بها حنانه عليها
تأخذنا الحياه لأماكن لم تكن فى الحسبان ولكنها تترك فينا أثرها ..حتى انها تغير بنا بعض الأفكار وتجعلنا نقرر أشياء كان من الصعب علينا التفكير بها .....
رجع عبد الرحمن الى منزله ومازال يفكر ب أسمهان تلك الفتاه الجميله النقيه ..هل يوجد بزماننا من هو مثلها هكذا ...فإنه كان قد فقد الأمل بوجود فتيات مثلها .....
ظل يفكر ويفكر بشئ واحد حتى أختمرت الفكره برأسه وقرر أن ينفذها مهما واجهه من صعوبات ....
أمسك هاتفه وطلب رقما حتى أجاب فقال بإبتسامه واسعه ....
_ أهلا أهلا ياسيادة اللوا أيمن ...وحشنى ياراجل عامل إيه ...
_..........
_ لا أبدا بس كنت عايز منك طلب عندكم فى المحافظه واحد قاعد فى طوخ إسمه عبد القادر الحناوى وعنده بنت اسمها أسمهان فى نهائى آداب آلمانى .عايز كل حاجه تخصه من يوم ماتولد لغاية دلوقت ...وانا عارف انك قدها وقدود بس عايز المعلومات دى بأقصى سرعه تمام ......
___......................
_لا ألف شكر ليك وانا مستنى على ڼار ......
جاء الهامى بالقهوه وهو مندهش ويقول ....هو حضرتك بتسأل على الناس دى ليه ..انا لو مش عارف حضرتك كويس كنت قولت انك عايز تتجوز البنت اللى بتسأل عنها دى ....
ضحك عبد الرحمن بشده وقال 
ههههههههه تصدق فكره برده ..ثم أكمل بهدوء ومكر ..على العموم متقلقش بس هى تظبط وكل حاجه هتبقى زى الفل
عندما يلغى الإنسان مشاعره ظنا منه أنها تتضعفه فهو لا يعلم انه بداخله البراءه وانه لايوجد حياة بلا قلب ....
هكذا كان دكتور احسان ...إنسان عملى الى أقصى درجه فهو لا يفكر بشئ غير مستقبله العلمى وبعثته حتى أنه لايفكر كيف انه سيترك والده بمفرده اذا سافر لبعثته ولكن حقا هو لا يكترث ...
كان يمر على إحدى المرضى وبعد أن كتب ملاحظاته خرج
بإتجاه مكتبه عندنا نادت عليه دكتوره ..هنادى فهى زميله له بالمشفى وتعشقه وهو يعلم ذلك ولكنه لا يعير لها بالا فهى رغم تفوقها من أسره عاديه وهذا مالا يفكر به .فحتى وإن أراد الزواج فسيكون زواج عقلانى بحت .بطبيبه ولكن من أسره راقيه من وجهة نظره تساعده للأمام ولا تأخذه للخلف ...
نظر اليها بملل وهو يقول 
أفندم يادكتوره ...
ردت عليه هنادى بإحراج من أسلوبه الفظ ....أبدا يادكتور بس فيه مريض كنت عايزه أسأل حضرتك عليه ....
رد بنفاذ صبر إتفضلى اسألى .....
أنهت معه هنادى الحوار تحت نظراته الناطقة بالملل ..أما هى رغم انها تعرف شخصيته تمام المعرفه الا أنها لا تستطيع الإبتعاد عنه ..فقلبها الأحمق عاشق له أو هكذا تتوهم هى
.....
ابتعدت عنه بعد أن سألته عما تريد ....
فجاء صوت من خلفه وهو يقول بامتعاض 
ياشيييخ ېخرب بيت برودك ..البت فاضل شويه وتقولك بحبك وانت حتى كلمه حلوه مبتقولش .....ولم يكن هذا غير صديقه باهر ...والذى نظر له إحسان بإشمئزاز وهو يقول
سيبتلك انت القلب الحنين يا أبو قلب انت شبه الخسايه إنما أنا مش عايز حاجه تعطلنى على اللى نفسى أحققه .وواحده زى هنادى مش هتساعدنى فى حاجه ..منكرش انها مؤدبه ومحترمه ودكتوره شاطره بس مش ليا .....
هز باهر رأسه بيأس من تفكير صديقه وقال 
يابنى ياحبيبى انت عايز تسافر ونفسك تحقق حلمك وهنادى دكتوره يعنى مش هتقف فى طريقك وكمان انت ناسى باباك هتسيبه لوحده اهو على الأقل لو اتجوزت هتعيش هى معاه وتاخد بالها منه وانت تجيلهم فى الأجازات لغاية متخلص دراساتك .
نهض إحسان بقوه وهو يقول بإمتعاض 
بقولك إيه ملكش دعوه انت وكمان بابايا مش صغير ومعاه عمى الهامى بيسبوش يعنى انا هكون مطمن عليه متقلقش انت ......
ردد باهر بهمس ...والله انت اللى هتندم وساعتها مينفعش الندم ......
يتمنى الأنسان أشياء ويحصل على غيرها ....ولكن دوما وأبدا علينا بالرضى فإختيار الله لنا دائما خير ...ولكن حقا مالا نتحمله هو أن يتمنى الإنسان أن يرتمى بين أحضان
والده ولكنه لا يستطيع كمن يرى الماء وهو ظمئى ولكن لا يتمكن من الإرتواء ..
شعور قاټل ېمزق
الروح والقلب .....
بكت أسمهان وهى تكتم
شهقاتها حتى لا تسمعها اختها
العائده للتو هى الأخرى
ولكن يالسخرية القدر فوالدها لم يقل لها كلمه واحده مما قد قيلت لها منذ قليل .....
هلعت إيمان عندما سمعت بكاء أختها المكتوم ..
ذهبت اليها وأخذتها بين أحضانها وقالت
مالك يا أسمهان فيكى إيه ..
نظرت اليها أسمهان بحزن وقالت هو ليه مبيحبنيش 
نظرت اليها إيمان بعدم فهم .....هو مين 
بابا ...ىدت عليها أسمهان ببساطه
نظرت اليها إيمان وكأنها برأسين وقالت 
بابا مبيحبكيش انتى ....
ضحكت بصخب وقالت ياشيخه حرام عليكى دانا كل ما اقوله حاجه يقولى
كان نفسى تتطلعى زى أسمهان عاقله كده ومفيش منها اتنين ....وكل ما اعمل حاجه متعجبوش ويقولى اتعلمى من أسمهان هتفضلى خايبه لغاية أمتى ..لدرجه انى كنت فى بعض الأحيان بغير منك ...حتى لما كنا بناخد فلوس وانتى مبتاخديش ...كان بابا دايما يقولنا محدش حاسس بيا غير أسمهان ..
ثم استطردت بسخريه وقالت يابنتى دا محسسنا انه مخلفش غيرك واحنا مش عياله يبقى فى النهايه تقولى مبيحبنيش ليه ...انتى هبله يابنتى ولا بتستهبلى .....!!
كانت تستمع اليها وكأن ماتقوله أختها لا يخصها هى ...فهى حقا لا تشعر بكل هذا ..وإن كان هذا حقا هو تفكير والدها فلما لا يظهره أمامها لما لا يشعرها بحبه لها وبفخره بها لما دائما يشعرها انه حانق على افعالها ولا يعجبه شئ ...لما لا يشعرها بحنانه ...أيجب عليها أن تحكى اختها كل هذا حتى تعلم ما بداخل والدها اليس لها الحق أن تشعر هى بذلك منه هو وليس من شخص اخر .....
ظلت شارده ودموعها مازالت مسترسله فى مجراها كنهر لحظه فيضانه .....
يشعر قلبها بالإختناق ..فهى بالفعل تعشق والدها لكنها تهابه ...لا تستطيع الكلام معه بحريه عكس اخواتها ..فهل ماتقوله اختها صحيح أم انها فقط لاتريد جرحها أكثر من ذلك ......
عندما ننتظر خبر هام بحياتنا لايتحرك الوقت فتكون الثانيه بمثابة سنه هذا ما شعر به عبد الرحمن وهو منتظر المعلومات عن عبد القادر فاللواء أيمن قال له سيأتى له بكل مايريد فى خلال ساعه بالكثير وهاهى الساعه تقارب على الإنتهاء ولم يتصل بعد .....
رنين الهاتف هو ماقطع تفكيره ...
التقط الهاتف سريعا وهو يقول 
أيوه يا أيمن إيه الأخبار ...
استمع عبد الرحمن لما يقول وعلامات الفرحه تتمثل فى ووجه وكيف لا وهويسمع كل خير عنهما وكيف يشكر بهم الجميع وحتى فى عمله فهو نزيه ولا يقبل الحړام مهما كانت الإغراءات وأسمهان إبنته كما توقع تماما فتاه خلوقه وملتزمه دينيا وعلميا .....إذا إنها هى من يريد ولن يتنازل عنها مهما كانت الصعوبات التى أمامه .....
دخل عليه إحسان فوجد والده يبتسم وكأنه يعشق من جديد ....تقدم منه وقال بإبتسامه جرا ايه ياسيادة اللوا مالك هيمان كده ليه اوعى تكون بتحب ....
ضحك عبد الرحمن بصخب وقال 
انت بتقول فيها انا فعلا بحب ...
ضحك إحسان بإندهاش وقال لا والله ده ازاى ده .....
نظر اليه عبد الرحمن بخبث وقال 
سيبك منى وقولى كنت بتقول عايزنى فى موضوع ..خير ...
جلس إحسان بمقابلة أبيه وقال 
حضرتك عارف انى عايز أكمل ماجستير ودكتوراه بره وانا بالفعل راسلت جامعه فى ألمانيا ووافقت انى اكمل هناك بس التكلفه بالنص ..فكنت عايز حضرتك يعنى انك تساعدنى فى حاجه زى دى وحضرتك عارف ان
ده حلمى من سنين ......
نظر اليه عبد الرحمن بحزن وقال 
عايز تسافر وتسبنى وانا فى سن محتاجلك جمبى فيه ....
امتعض وجه إحسان ولكنه حاول أن يخفيه وقال انا طبعا مقدرش أستغنى
عن حضرتك بس برده عارف انك مش هتقف قدام مستقبلى ....
اجاب عبد الرحمن بحزن فعلا انا مش هقف قصاد مستقبلك ....فرح إحسان بشده ونهض ليقبل أباه ولكن عبد الرحمن أوقفه بكف يده وهو يقول .....انا موافق بس بشرطططط ...
ياترى إيه الشرط اللى عبد الرحمن عايزه من ابنه ....فكروا معايا ....
دمتم فى رعاية الله وأمنه ... أذكروا الله ..
سلوى عليبه
الفصل التالت
ونسيت اني زوجه
سلوى عليبه
تأخذنا الحياه لمحطات لم نكن نعتقد أننا سننزل بها أو سيكون لنا
بها غايه ولكننا نمشى بلا هواده نحاول أن نحقق ذاتنا حتى لوفعلنا مالا نعتقد أننا نستطيع ومشينا فى طرقات لم نعتقد أننا نستطيع المضى بها ولكن ....هذه
هى الحياه .. .
وقف إحسان أمام والده وهو مندهش من كلامه فأى شرط يريد حتى يفعل له مايريد ولكن مهما كان هذا الشرط فهو سيوافق عليه حتى يحقق أحلامه فبالتأكيد سيقول له أن يأتى لزيارته كل بضعة أشهر ..فلا يوجد غير ذلك ....ولكنه أفاق من شروده على صوت والده يقول .....يعنى مسألتش إيه هو الشرط ....
تكلم إحسان بهدوء إعتقادا منه بسهولة الشرط 
مستنى حضرتك تكمل كلامك مره واحده ....
قال عبد الرحمن بمكر يعنى موافق على شرطى من غير ماتعرفه ....
إحسان بثقه ليست فى محلها إطلاقا أكيد ياسيادة اللوا ...
أكمل عبد الرحمن بغموض 
.تمااااااام معنى كده بقه انى أتصل بأهل البنت عشان نروحلهم قبل متسافر .....
انتبه إحسان للكلام وقال باستغراب 
.بنت مين هو حضرتك ناوى تتجوز ولا ايه هو ده شرط حضرتك انك تتجوز .....
نظر اليه والده بغموض وقال ولو ده شرطى انت موافق ....
رد عليه إحسان بلامبالاه 
عادى يابابا لو ده يريحك مفيش مشكله واهو كده حتى هكون مطمن عليك وانا مسافر.....
قهقه عبد الرحمن بشده وقال 
بس مش انا اللى هتجوز ...ثم أكمل بهدوء وهو ينظر لعينى ولده ....إنت اللى هتتجوز .
انتفض إحسان من مكانه وقال
نعععععععم مين ده اللى يتجوز واتجوز مين بقه إن شاء الله .....
وقف عبد الرحمن وتكلم بصرامه وقال 
والله لو انت معجب بحد فأنا موافق بس اللى أعرفه انك للأسف معندكش قلب وده أنا السبب فيه ...خۏفت انى أدلعك فتبوظ وانت ولد وحيد ربيتك بشده وحزم وفى نفس الوقت مبحرمكش من حاجه على أساس لما تكبر تقف جمبى بس للأسف طلعت عملى زياده عن اللزوم كل اللى همك مستقبلك ومصلحتك وبس .حتى مفكرتش فيا ..لما تسافر وتسيبنى مين هيبص عليا وياخد باله منى ...
رد عليه إحسان بعصبيه 
طب وده كله إيييه علاقته بأنى اتجوز .....
جاوبه بنفس العصبيه ....هو ده شرطى مفيش جواز مفيش فلوس وعندك فرصه تفكر لبكره بعد بكره العرض انتهى ....ساااااامعنى .....
رد عليه احسان باستهزاء 
وياترى بقه لقيتلى عروسه ولا لسه ......
أيوه ...جاوبه عبد الرحمن ببساطه رغم سخرية إبنه ...لقيتلك عروسه محترمه وهاديه وهتتحمل طباعك الزفت 
أكمل سخريته وقال لا والله يعنى كمان هى اللى هتتحملنى كتر خيرها والله .....
اجابه عبد الرحمن بقوه..بص بقه من غير سخريه وهبل اخرك بكره ترد عليا ماشى ...
ذهب إحسان من أمامه وهو ېقتله الغيظ من أبيه ولكن ماذا يفعل فعليه الهدوء حتى يحصل على مايريد .....
فى كليه طب الأسنان تجلس إيمان فى المدرج منتظره صديقتها شهد فهى قد تأخرت اليوم .....
ظلت تقرأ فى كتاب أمامها حتى دخلت صديقتها بمرحها وهو تقول صباحوا عسل ياناس ياعسل ......
ضحكت إيمان بملئ فيها ....بزمتك دى مصطلحات دكتوره محترمه يابنتى ارقى شويه مش كده .....
جلست شهد بجوارها وهى تقول
.انا كده وهفضل كده ومش هتغير أبدااااااا ....
نظرت اليها إيمان بإستنكار وقالت 
بيئه هتفضلى طول عمرك كده ....
نظرت لها شهد وهى تخترق دواخلها وقالت 
وانتى
بقه إيه ..مانتى دايما واخداها جد وبتطلعى من الأوائل حتى الدكتور رزق بتبقى عينه هتطلع عليكى طول المحاضره وانتى ولا انتى هنا ....
نظرت إليها إيمان
بهدوء 
....ياشهد انا بابا يعتبر بيقطع من لحمه الحى عشان يعلمنى انتى عارفه مصاريف طب أسنان عامله إزاى كل شويه عايزين أجهزه ومستلزمات ..انا بقيت بتكسف وانا بطلب من بابا حتى أسمهان أختى بحسها بتبقى عايزه تروح كليتها مشى عشان توفرلنا المصاريف فوق كل ده اخواتى التوأم اللى فى ثانوى عام يعنى قطمة وسط ....
نظرت اليها واستطردت بحزن ...وبعد ده كله عايزانى اركزفى رزق ولا غيره ....
ثم أكملت بمزاح وهى تحاول أن تخرج من حالة الحزن التى إنتابتها .
وكمان بزمتك عايزانى احب واحد إسمه رزق .....
نظرت إليها شهد بإستنكار 
وماله ياختى رزق ..دا كفايه أدبه واحترامه واخلاقه العاليه ...دانا فى الاول كنت بحسبه بيبص عليا انا كنت إيه بقه طايره لغايه مافمره جيت متأخر ومقعدتش جمبك ..
.ثم إستطردت بمرح فلقيته ياختى قال إيييه معبرنيش بقيت عايزه أحدفه بطوبه يمكن يغير
اتجهاته وهو أبدا تقوليش الناحيه اللى انتى فيها كان فيها مغناطيس ..بس عموما هو اللى خسرنى انا واحده متتعوضش مفيش منى إتنين أصلا .....
قهقهت إيمان على مرح صديقتها والتى تعلم
تمام العلم انها لا تعنى هذا الكلام لأنها بالفعل مرتبطه بإبن خالتها ....ولكنها لم تشعر بأن ضحكتها كانت عاليه حتى جعلت هذا الذى دخل للقاعه فى حالة غليان لأنها لفتت إنتباه زملائها إليها .. فهى عفويه جداااا وجذااابه جداااا ويحبها جداااا جدااااا ولكن مهلا لم تضحك بتلك الصوره ...لم يتمالك نفسه من غيرته الا انه توجه اليها بسرعه شديده وهو يكز على أسنانه من غيرته وغيظه ..
مال عليها بهدوء وقال 
لو لقيتك بتضخكى تانى بصوتك العالى ده هحرمك من درجات العملى ماشى يادكتوره ....
ثم تركها وذهب بإتجاه المنصه وكأنه لم يقل شيئا ...أما هى فكانت حدث ولاحرج ...فشعورها الآن الغيظ منه والسعاده من غيرته فهى لاتنكر إعجابها الشديد به رغم صدها لأى محاوله منه ولو حتى للكلام العادى .....
نظرت لصديقتها والتى تكتم ضحكتها بشده فأخرجت فيها حنقها الشديد وهى تقول اخرسى يازفته بدل ما أخنقك 
ردت عليها شهد بهدوء وهى تدندن ....جرب ڼار الغيره يا...رزق ....وقولى .وقولى إيه رأيك يا..يارزق .....
لكزتها إيمان بشده فى معدتها حتى تصمت تلك المعتوهه من وجهة نظرها .....
أما دكتور رزق فكان ينظر اليها وهو ممتقع من رفضها له ولكنه لن ييأس أبدا حتى توافق عليه خاصة وهو يرى نظرة الإعجاب فى عينيها رغم ما تبديه من رفض .
نرجو ممن حولنا بعض الأهتمام ...فليس بالمال نحيا ولكن بالحب نعيش ونبقى ...
كانت أسمهان تجلس لإستذكار دورسها فهى الشئ الوحيد الذى يخرجها مما هى فيه أو على الأقل تهرب من حياتها لدروسها وجامعتها تلك الجامعه التى اختارتها بعنايه حتى تكمل حلم حياتها وهى العمل كمترجمه ولكن هل سيسمح لها والدها بذلك ..أم كالعاده لن يفكر حتى بالأمر ....
دخلت عليها والدتها وهى تبتسم بحزن على حال إبنتها الكبرى فهى تعلم مابها وحاولت أكثر من مره أن تلفت نظره أكثر من مره ولكنه لايستجيب فهو يعتقد انه هكذا يحميها من غدر الاخرين خاصة وانها طيبه القلب وبريئه وليس لها تجارب فى الحياه ....
بتعملى إيه ...قالت لها والدتها بهدوء ....
ردت عليها أسمهان بنفس الهدوء المغلف بالحزن بذاكر ....
طب ليه مروحتيش
الكليه النهارده ......
أبدا ..معنديش محاضرات مهمه فقلت
اقعد اذاكر .....
تنهدت ناديه بشده وقالت 
.بصى
يا أسمهان انا عايزه أقولك حاجه ...انا عارفه انك زعلانه من معامله باباكى وانك حاساه قاسى عليكى
دونا عن اخواتك ..بس اللى انتى متعرفيهوش انك انتى أكتر حد هو بيحبه فى ولاده ....
نظرت لها أسمهان دون تصديق ....فأكملت ناديه 
...صدقينى ياحبيبتى ..طب تعرفى امبارح جالك عريس وهو رفضه انتى عارفه ليه ....نظرت اليها أسمهان بقلة حيله وقالت .....يعنى انا اصلا معرفش انى جالى عريس غير من حضرتك يبقى متفرقش هو رفضه ليه حتى من غير مايقولى ......
شهقت ناديه بشده لفهم ابنتها الخاطئ 
...لا ياحبيبتى دا رفضه لأنه عارف انك مبتحبهوش ولا حتى بتطقيه ...تعرفى العريس يبقى علاء بن عمك ابراهيم ....باباكى مهمهوش زعل عمك وانتى عارفه هو بيحبه قد إيه ..بس رفض ابراهيم لانه عارف انك مبتطقيهوش وكل ماتشوفيه حتى مبتسلميش عليه وبتدخلى اوضتك ...عرفتى بقه باباكى بيحبك قد إيه ....
نظرت اليها أسمهان وسط نظراتها المندهشه فهى بالفعل تكره هذا المدعو علاء رغم معرفتها بحبه الشديد لها ولكنه إنسان غير متزن وغير مسئول ...ولكنها أيضا كانت تخاف أن يوافق عليه والدها إذا تقدم لطلب يدها لأنها تعلم كم يعشق أبيها عمها إبراهيم ..فهل
من الممكن ان يكون فعل هذا من اجلها هى ولم يهتم پغضب أخيه ....
فهمت والدتها تخبطها ...صدقينى يا أسمهان يابنتى باباكى بيحبك بس مبيعرفش يعبرعن حبه ليكى ....
نظرت اليها بإستفسار 
...وليه بيعرف يعبر عن حبه ده لإخواتى اشمعنى انا يعنى ......!!
زفرت والدتها وقالت بهدوء ...
عشان انتى مختلفه عنهم ...انتى هاديه وطيبه وقسوته اللى بتظهر دى من خوفه عليكى .يعنى يوم متأخرتى بره وهو زعق كان خلاص داخل يلبس وينزل يدور عليكى لانه بيحس انك لسه صغيره ومبتعرفيش تتعاملى ورغم ان
اختك جت بعدك بس هو دايما بيقول إن إيمان جريئه مش زى أسمهان خجوله .فبتعرف تتصرف ..فهمتى بقه وجهة نظره .....
طأطأت أسمهان رأسها وتنهدت ...أيوه ياماما فهمت وخلاص مفيش مشكله عادى يعنى
انا اتعودت على أسلوبه معايا فمبقتش تفرق خلاص ...
عندما يكون الشخص مضطر لفعل شئ لايريده يصبح كالتائه فى دوامه ليست لها مخرج ولكن ماذا سيفعل فعليه ان يجد المخرج حتى يستقيم بحياته .....
ظل إحسان يجوب الشوارع بسيارته فهو يكاد رأسه ينفجر من التفكير .....فقرر مهاتفة صديقه باهر لعله يجد عنده النصيحه ...
كان يجلس بإنتظار صديقه بإحدى الكافيهات حتى جاء وقص عليه كل شئ وهو ساخط ....نظر اليه باهر وقال ....وانت دلوقت عايزنى أقولك إيه ...
نظر اليه إحسان پغضب 
...بقولك إيه بلاش طريقتك دى وقولى أعمل ايه انا لا عايز اتجوز ولا اتزفت انا عايز اكمل الرساله بتعتى واشوف مستقبلى لكن بابا
بيلوى دراعى ....
نظر اليه باهر بسخط ....تصدق كل كلمه قالها باباك صح انت للأسف مبتشوفش غير نفسك .بس يا احسان احنا اصحاب من ثانوى وعشرة عمر وانت عارف ان فيه تصرفات كتييير منك مبتعجبنيش .بس الصراحه بقه المره دى باباك عنده حق ....
.رد عليه احسان بإمتعاض ...ازااااااار بقه ان شاء الله ...
قال باهر بهدوء رغم غضبه الداخلى .لأن ببساطه باباك عايز حاجه يربطك بيها هنا عشان يضمن رجوعك اللى انا نفسى مش ضامنه لانى عارفك .انت لو خلصت رسالتك وجالك عرض شغل هناك وده اللى هيحصل أكيد انت طبعا هتوافق ..وباباك مش غبى بالعكس دا لوا شرطه يعنى مخه ذرى وبيحلل الأمور كويس قوى وعارفك عشان كده عايز حاجه تضمن رجوعك .......
رد احسان بسخط ياسلام وده بقه اللى هيضمن رجوعى .....
باهر بهدوء ...طبعا مانت لو اتجوزت ومثلا انت سافرت بقه وهى مثلا
كانت حامل فأنت هترجع ڠصب عنك 
نظر اليه إحسان بهدوء ممېت ....تمام أنا بقى هوافق وبعد مسافر هطلقها ....
امتقع وجه باهر من كلام صديقه ...يا أخى حرام عليك انت بتفكر فى الطلاق قبل حتى ماتتجوز .مايمكن يا أخى تعجبك وتحبها وتعيش معاها ...افتح قلبك ده خليك تحس بالناس شويه .....
نهض إحسان بشده من على المقعد وقال لصديقه 
ملكش انت دعوه خلينالك انت القلب الحنين انا بقه محدش يلوى دراعى .ورز مابابا بيخطط انا كمان هيكون ليا خططى ..... ..
عندما تعطى جل اهتمامك لشخص بعينه فإنك تتمنى أن يرد هو ولو القليل من هذا الإهتمام ولكن ماتفعله الحياة بنا يجعلنا ننسى المعروف ونتذكر فقط ما يؤلمنا .....
هكذا كانت ذكريات عبد الرحمن وهو يسترجع أيامه مع زوجته وإبنه ...لم يكن يعتقد يوما انه سيكون بهذا الجفاء ..فماذا فعل هو به ..كان كل مايريده أن يكون صلبا قويا ولكنه أصبح صلب القلب .....
اخرجه من شروده صوت إحسان وهو يقول 
انا موافق على الجواز بس مش هتسافر معايا هتقعد مع حضرتك هنا وانا هبقى اجى كل كام شهر ولو معرفتش هبقى ابعت لها زياره ..تمام كده ولا إيه ....
نظر اليه عبد الرحمن وهو يحاول أن يستشف مابداخل عقله ولكنه لم يستطع ...ورغم ذلك هناك شعور أن إبنه ينوى على شئ لا يعرفه هو ......
جاوبه عبد الرحمن بهدوء ...تمام وانا هتصل بأبو العروسه عشان اخدد معاه ميعاد .....
اوكى .....هكذا رد إحسان بلا مباله ....ثم اكمل ...
بس ياريت يبقى بسرعه لأن الجامعه كلمانى النهارده والمفروض اسافر خلال شهرين ......
.نظر اليه والده باستهجان 
نعععععم ده اللى هو ازاى ....
.جاوبه إحسان باستفزاز ....والله ده اللى حصل وحضرتك أكيد ليك طرقك اللى تخليك تتأكد انى مش بكدب عليك 
ماشى يا دكتور وانا هكلم باباها النهارده ...إيه مش عايز تعرف العروسه ولا إيه .....
هز كتفه بلا مبالاه وهو متجه صوب غرفته ...عادى اهى جوازه والسلام مش فارقه كل زى بعضه ......
تأتينا بعض المنح حتى تنتشلنا مما نحن فيه ولكن هل ستكون منحه أم إبتلاء اخر نكمل به حياتنا والتى لم ينتهى منها الإبتلاء .......وهل يبتلى غير المؤمن ..حتى يرتقى بصبره لأعلى درجات الجنان .....
دخل عبد القادر وهو يلهث بشده من كثرة هرولته فهو كان يطوى الطريق طيا حتى يرجع لمنزله ليقص
على زوجته أوصاف ذلك العريس الغير متوقع والذى تقدم لإبنته أسمهان ....فهو لا يستطيع التصديق والأكثر من ذلك انه طبيب وشاب وعائلته محترمه وثريه بعض الشئ وفوق كل هذا وذاك انه لن يكلفهما أى
شئ فى هذه الزيجه فهو كما قال له عبد الرحمن أن شقة العريس كامله بكل شئ الا من العروس فقط .....
ظل يحكى لها ويقص كل ماحدث فى تلك المكالمه ...
اردفت ناديه بالسؤال ....وده شافها فين ..انت زى مابتقول انهم من القاهره .....
ابوه هو اللى شافها وهو بيقول ان ابنه بيدور على عروسه بنت ناس وكويسه ومحترمه وان أسمهان دخلت قلبه من ساعة ماشافها عندى اتمناها لإبنه عشان كده قاله عليها وقرر انه يجى يتقدم ....
اشرق وجه ناديه وهى تقول 
طب يارب يجعله من نصيبها اسمهان طيبه وتستاهل كل خير ...
رد عليها عبد القادر بفرح ...فعلا ..رغم ان الواحد يعز عليه فراقها بس المهم راحتها ......
وغير كده مكدبش عليكى ....والده ده شخصيه 
محترمه جدا وسمعته سابقاه وفى نفس الوقت هو مش هيكلفنا حاجه فى جوازتها ...دانا
كنت ناعى الهم من الموضوع ده قوى ياناديه مانتى عارفه البير وغطاه ومصاريف اخواتها ..اهو ربنا بعتلنا الجوازه دى فى وقتها 
نظرت اليه ناديه بتوجس وقالت 
.يعنى لو أسمهان معجبهاش الموضوع هتغصبها عليه .....
انتفض عبد القادر من مكانه وقال ...لا طبعا صحيح الجوازه دى هتشيل من عننا كتييير بس انا عمرى ما أبيع بنتى أبدااااا ولا بكنوز الدنيا كلها ...بس هى لو وافقت منكرش انى هبقى فرحان ......
كانت ذاهبه لوالدتها حتى تسألها عن شئ .فاستمعت لكل ما يقولون وترقرقت عيناها
بالدموع وهى بداخلها قد توصلت الى ما ستفعله عندما يأتى هذا العريس المنشوووود .....
ياترى أسمهان هتعمل ايه واحسان برده هيعمل ايه ...يلا توقعوا كده معايا ......
اذكروا الله .....مستنيه رأيكم ...دمتم فى رعايه الله وأمنه ..
سلوى عليبه
الفصل الرابع
ونسيت أني زوجة
سلوى عليبه
نروى الزهور كى تتفتح على أغصانها ورغم هذا تنبت الأشواك معها ..ولو اردنا انتزاع الأشواك لأفسدنا الزهره ..هكذا حياتنا لانشعر بحلاوة النعمه الا بعد الشعور بالألم فعندها نحمد الله على ما آتانا فكل شئ وله سبب ....
كانت أسمهان تجلس بفستان عرسها الخلاب ولما لا وهى أحضرت كل ماتريده دون أى إعتراض من العريس أو والده ..
كانت تنظر حولها وهى ترى فرحة أبيها رغم الدموع التى تراها بعينيه ...هى هذه حقا دموع أم أنه يتهيأ لها ...
ثم نظرت لوالدتها وهى ترى فرحتها الممزوجه بالإشتياق منذ الآن ....أما اختها إيمان فكانت سعيده بل أنها من شجعتها على تلك الزيجه حتى تخرج للدنيا .فهو من وجهة نظرها عريس لا يتم رفضه ....
أكملت النظر لوالد زوجها ورأت سعادته الظاهره على محياه .....ولكن مهلا زوجها ....لما هذه الكلمه غريبه على أذنيها فهى لم تعتادها بعد ....
حولت نظرها اليه فوجدته كما هو لا تستطيع أن تفهم مشاعره هل هو سعيد ام حزين ام غير مبالى ولا يهمه الأمر ....عادت بذاكرتها الى يوم ان تقدم لها ....
فلاش باك ....
كان المنزل على قدم وساق فوالدتها تنظف البيت بهمه ونشاط حتى اخواتها فهم يساعدونها ووالدها ذهب لشراء الحلوى والمشروبات وبعض الفاكهه وبعض الفاكهه .....جاءت الساعه الحاسمه .....
أتى عبد الرحمن برفقه إبنه الوحيد دكتور إحسان .....لقى هذا الإحسان استحسان الجميع فهيئته تدل على أنه ذو شخصيه وأيضا وسيم الطلعه وفوق كل هذا فهو طبيب ووالده لواء متقاعد ...
دخلت أسمهان وهى ترتدى فستان من اللون اللبنى الفاتح مع حجاب من اللون الأوف وايت جعلها تبدوا جميله بشده .....لاتنكر انها اعجبت به عند جلوسها وأيضا فهى تكاد تجزم انها رأت بعينيه نظرة إعجاب لها ....تركهم الجميع بمفردهم ....
فبدأ هو بالحديث وقال 
انا عرفت اسمك بس معرفتش بتدرسى إيه .....
أجابته بصوت هادئ من شدة خجلها 
....آداب ألمانى .... أكمل هو تعارفهم ولا تنكر انها شعرت نحوه بالإرتياح ولكنها رغم ذلك لم تستطع أن تفسر نظراته فتارة تشعر انها نظرا إعجاب وتارة أخرى تشعر بأنها نظرات عامضه لا تستطيع تفسيرها ....ولكنها رغم ذلك عزمت أمرها على الموافقه ...فيكفى أنه سيتكفل بكل مصاريف الزواج وبهذا فهى لن ترهق والدها ....وأيضا يوجد معها اللواء عبد
الرحمن ذلك الشخص الودود والتى شعرت تجاهه بالإرتياح الشديد ......
عادت لحاضرها عندما وجدت إحسان حتى تنتبه له ..فعندما نظرت له قالت بهدوء فيه إيه ......رد بإستغراب ...إنتى اللى فيه إيه من ساعتها بكلمك وانتى مش
هنا ..كنتى سرحانه فى إيه ....
أبدا مفيش ...كنت عايز حاجه
.....اردفت بهدوء .....أجابها بلا مبالاه أبدا بس يلا عشان
نرقص سلو مع بعض ...
نهضت معه وهو ...كانو
يرقصون مع بعضهم وهى تنظر بعينيه علها تستشف ما بداخلها ولكنها لم تستطع .....
نظرت اليه وسألته بهدوء .....ليه صممت ان الحوار يبقى فى خلال شهر ونص بالكتير ...وليه مثلا مكنتش خطوبه وبعدين نتجوز مدام انت كده كده مسافر .....
شعر بالحيره فبماذا يجيبها ...أيقول لها انه شرط والده أم يقول لها انه لو رآها بظروف اخرى كان من الممكن أن يحبها ولكن عندما تغصب الفتاه على الزواج فهى لا تتقبله أبدا فما بالك بالرجل والذى يشعر انه مڠصوب على شئ لا يريده أكيد شعور أصعب ...لاينكر انه عندما رآها أول مره شعر بنفضه فى قلبه ولكنه وأدها بمهدها فهو لن يرضخ لشئ كان له بالڠصب ....
.فعذرا أسمهان انتى من أتيتى بطريقى ولابد لى من المضى دون النظر للخلف .......
افاق على صوتها يقول ....مجاوبتش يعنى ....
نظر اليها وهو يحاول الثبات ويجلى صوته حتى يتكلم بثقه وقال .....أبدا كل الحكايه انى محبتش بابا يقعد لوحده وكمان كده كده هنتعرف على بعض حتى وانا مسافر يعنى هنتكلم على طول وهبقى ابعتلك تجيلى وانا كمان هبقى انزلك ......
حاولت أن تطمئن نفسها بهذا الكلام قليلا وهى تقر انه بالفعل اتفق مع والدها على هذا فبالتالى هو لن يخلف وعده 
انتهى حفل الزفاف المقام بقاعه من اكبر قاعات القاهره ......وذهبت أسمهان برفقة إحسان الى غرفتهما بالفندق المقام به الحفل ......
دخلت أسمهان الى الغرفه وهى تشعر بارتجاف فى كل جسدها فهى حتى الأن تتذكر نصائح والدتها بأنها ستصبح زوجه وكيفية التعامل مع هذا الوضع الجديد كليا عليها ....ولكنها رغم ذلك تشعر بالرهبه فكيف لها ان تسلم نفسها لشخص مازالت تعتبره غريبا عليها .......
اما فى المقابل ...كان إحسان فى موقف لا يحسد عليه فهو لاينوى إتمام زواجه منها ولكن كيف يوضح لها هذا الأمر ....قرر الذهاب إليها ومحادثتها ...ولكنه عندما ذهب اليها وجدها
تحاول ان تنزع عنها فستانها وقد فتحت جزء من سحاب الفستان ولم تستطع فتح الباقى كذلك لاحظ انها قد نزعت عنها حجابها واسترسل شعرها البنى على ظهرها فكانت آيه من الجمال فلم يشعر بنفسه غير وهو ذاهب اليها كالمغيب وأكمل فتح باقى 
.....كان دكتور رزق يفتقد إيمان بشده ولا يعلم لما هى متغيبه منذ أكثر من ثلاثة أيام فقرر أن يسأل صديقتها عليها ..فذهب الى شهد والتى كانت تجلس بكافتريا الكليه ....تنحنح وهو ينادى عليها ...
.ذهبت شهدإليه وهى تخمن مايريده وبالفعل ....سألها بصوت مهزوز من الإحراج
والخجل 
.كككنت عايز أسالك عن صاحبتك اللى بتقعد معاكى يعنى محضرتش المحاضره النهارده ليه ....لم يستطع ان يقول لها انه لم يلحظها منذ ثلاثة أيام ....
أجابت شهد بمكر أبدا يادكتور أصل عندها فرح .....
ذهل من حديثها ....
فرح....فرح مين هههههى ههتتجوز ولا إيه ....
ضحكت شهد بمكر عليه وقالت 
..لا يادكتور متخافش اللى هتتجوز أختها لكن إيمان هتعنس أصل مخها ناشف حبتين ........
أخرج زفير قويا من داخل صدره دليلا على الإرتياح وقال .....
بصى يا آنسه شهد ...انا معجب بإيمان جدااااا وعارف انكم اصحاب جامد فيعنى أنا بسأل يعنى هو فيه حد فى حياتها
أجابت شهد بصدق .....لا يادكتور مفيش وعلى فكره انا عارفه ان حضرتك معجب بيها أصل حضرتك مفضوح الصراحه ...
نظر اليها بذهول ...
فاستدركت ماقالت وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها فقالت بحرج ...أسفه والله يادكتور بس يعنى حضرتك مفقوس قوى ...يوووووه قصدى يعنى مفضوح ....
بص بقه صراحه مش لاقيه كلمه تانيه توصف حضرتك الصراحه دى نص الدفعه عرفت ان حضرتك معجب بيها .....
ذهووول هو ما أصاب رزق حتى أنه قهقه بشده على كلام شهد وقال وهو يشير لنفسه 
يعنى انا مفضوح لا وكمان مفقوس ......
إمتقع وجه شهد وهى تقول فى سرها .
..منك لله
يا إيمان هو يحبك وانا بسببك هشيل الماده بإذن الله خاصة بعد الكلام اللى قولته ...بس اعمل ايه مهو اللى مفضوح الصراحه ....
وجدته يضحك بشده من جديد فنظرت إليه بامتعاض فقال لها ..
.مټخافيش مش هتشيلى الماده ولا حاجه
...بس قوليلى بما ان الكل عارف يعنى وكده صاحبتك بقه رأيها إيه أصل الصراحه مش عارف اخدمعاها حق ولا باطل .....
ردت شهد بثقه ....
بص حضرتك كل اللى أقدر أقولهولك إن إيمان متتعوضش ولولا انى عارفه ان حضرتك محترم وبتحبها بجد فمكنتش هكلمك اصلا ..بس انا هساعدك لأن اللى انا واثقه منه انها كمان معجبه بحضرتك جدا وده انا بشوفه فى عنيها لما أى طالبه تيجى تكلم حضرتك بحسها صراحه عايزه تضربها ....بس رغم كده إيمان عمرها ماهتوافق دلوقت خااالص لان بباها موظف بسيط وهى مش عايزه تشيله عبء مصاريف خطوبه وجواز وهو عنده مسئوليات تانيه.
سألها رزق مباشرة ...يعنى ده السبب بس ولا فيه سبب تانى .....!
لأحضرتك مفيش سبب تانى ...اجابت شهد بهدوء .....
تهللت أسارير رزق وقال لو على كده لغاية ماتخلص ومهما حاولت تبعدنى عنها فأنا مش هبعد .. وشكرا ليكى ياشهد وفعلا انتى انسانه جدعه جدا وصاحبة صاحبك بجد .....
تركها دكتور رزق وهو يشعر بالفرح الشديد فحبيبته ليس بحياتها شخص اخر وكل صدها له بسبب ظروف ماديه ليس الا .....لاينكر انه هو أيضا ليس بالغنى فهو أيضا من اسره متوسطه الحال ولكنه يمتلك شقه ببيت والده فقرر ان
يبدأ بتوضيبها من الأن ويكمل بها كل النواقص فى تلك السنوات التى سينتظرها بها حتى يخفف عبء الزواج من عليها دون حرج .........
دائما ماتجبرنا الحياه على تغيير خططنا ...فما نريده لانحصل عليه دائما ...فتكون لنا بعض الأشياء كالنجوم فى السماء نراها ونشعر انها قريبه ولكنها بعيدة عنا تمام البعد ولن نحصل عليها أبدا ....ولكن يبقى عقلنا المړيض هو من يمنى نفسه بالقرب المستحيل .......
كان علاء بن عم أسمهان يجلس بصحبة صديقه أكرم ...وهو يغل ويزبد من كثرة حنقه وغيظه أن أسمهان لم تكن له ....فهو يريدها منذ الصغر .انه لا يقبل الرفض فكيف ترفضه إبنة عمه ....أليس هو من تأتى الفتيات اليه ...أليس هو من يغير فيهم كأنه يغير احدى جواربه .....ولكن لما هى ..هل تراه قبيحا أم انه ليس بالمقام الرفيع كمن تزوجته ......ظل هكذا يشد فى نرجيلته وكأنه يشد الحقد منها .....
سأله صديقه بعد أن طال الصمت 
...إيييييييييه مااالك كده ماتفوق فيه إيه لاهى أول واحده ولا اخر واحده .دانت البنات بتترمى تحت رجليك .اهدى كده وقول هديت ......
سحب علاء نفسا طويلا من نرجيلته وقال بغيظ شديد ....
بقى ترفضنى أنا وتروح تتجوز العيل السمج ده ....طب ليييييه أفهم بس فيه إييييه زياده عنى ....لو على الفلوس فانا أبويا غنى وهى عارفه ماهو عمها .وانا برده وحيد لا ليا اخوات ولا يحزنون زيه بالظبط يبقى اشمعنى بقه يكونش عشان دكتور .......
نظر اليه أكرم بملل وقال 
.بص بقه وخليك فى الجد انت عارف انها
عمرها ماتفكر فيك أبداااااا ...لانك بالنسبه لها عيل فلاتى وبتاع بنات وكل شويه تتعرف على واحده ...يبقى هتفكر فيك ليه وهى ألف من يتمناها .دا كفايه أدبها وأخلاقها و.....
لم يكمل أكرم كلامه بسبب صياح علاء 
.مااااالك
انت بتضايقنى بزياده ولا بتهدينى ...وكمان يعنى مافيه شباب كتيييير كده وبيتجوزوا اللى هم عايزينه اشمعنى انا يعنى البنت اللى نفسى فيها ترفضنى وتتجوز غيرى ......
قال له أكرم بضيق 
ماخلاص
بقه ياعم انت ....اللى انت محروق عليها قوى دى مش عشان بتحبها لا دى عشان رفضت انها حتى تكلمك مع انك بن عمها .كنت مفكر لما هتشاورلها هتجرى عليك زى غيرها بس هى كرفتك عشان كده انت محروق لكن انت مبتحبش حد أصلا ....
احتد عليه علاء من مواجهته بحقيقته ورغم هذا قال بإصرار 
طب ماشى يا أكرم بكره أوريك إن أسمهان دى هترجعلى زاحفه وبرده انا مش هسيبها .بس هخليها بس مع جوزها اليومين دول وبعديها جوزها كده كده هيسافر ومش هيبقى معاها حد وهى فى بلد غريبه بعيد عن بلدها يعنى هتبقى لوحدها وهنشوف بقه .ثم نظر
لأكرم بخبث وقال والزن على الودان أمر من السحر ودى بقه هتكون
ست متجوزه مش بنت ولا إيه وانا اللى هكون بسأل عليها وبطمن وعايز لها الخير ....
نظر له أكرم پصدمه ېخرب بييييييتك .انت عاوز تعمل إيه بالظبط اللى انت بتتكلم
عنها دى بنت عمك يعنى لحمك ودمك دى شرفك ياجدع تقوم انت اللى عايز تمرمغه فى التراب ....
رد عليه علاء بغيظ ...هى اللى بدأت والبادى أظلم.....
الشعور بالندم شئ قاټل ولكن الأكثر من ذلك هو المضى فى ذلك الشئ الذى يشعرك بالندم ...فلم الإستمرار فيه مادام الإنسان يعرف أنه خطأ ولكنها الأنانيه ......
إستيقظ إحسان من نومه وهو يشعر بالضيق لما فعل فهو لاينكر شعوره بالسعادة حينها بل أنه شعر بأن قلبه كان أن ينفجر من دقاته لشعوره الممتع معها فهو إحساس جديد لم يجربه من قبل فهو لم يكن له أى علاقه بالنساء أبداولكنه يعلم انه لن يستمر معها فهو لن يضحى بمستقبله العلمى من أجل فتاه لم يتعرف عليها الا منذ أقل من شهرين حتى لو أصبحت زوجته .....
ظل ينظر لوجهها البرئ وهى نائمه لاتشعر بما حولها تكلم بهدوء فهو يعلم انها لن تسمعه وقال 
.عارف ان اللى عملته غلط بس برده دا حقى الشرعى وبما انى أخدته فأنا مش همنع نفسى عنك لغاية مسافر لأنى حسيت بحاجات عمرى ماحسيت بيها بس معلش بقه انتى كنتى موجوده فى المكان وفى الوقت الغلط .....
انتفض من مكانه عندما وجدها تنظر اليه باستفسار وتكلمت بصوت متحشرج من أثر النوم .....
إيه هو اللى غلط بالظبط يا إحسان.....
لم يستطع الرد عليها وأدار وجهه من أمامها وقال بتردد .....ااااااااناااا ....اناا...
ياترى هيقولها ايه وموقف احسان صح ولا غلط ...عايزه رأيكم فى الفصل طبعا وأى انتقاد انا مرحبه بيه جداااااااااا 
دمتم فى رعاية الله وأمنه .......
سلوى عليبه .....
الفصل الخامس 
ونسيت اني زوجة
سلوى عليبه
عندما نقول على الأكاذيب حقائق فهذا لا يعنى غير شئ واحد وهو أن بداخلنا مشوه ....فنشوه كل ماحولنا حتى لانعترف بأننا المخطئون.. فالقاټل حين ينكر انه أخطأ بل يضع الخطأ على المقتول فهكذا حياتنا ان لم نصفى قلوبنا فلن تكون هناك حياه ......
ارتبك إحسان عندما رآها تنظر اليه هكذا ...أمن المعقول أن تكون قد سمعت حديثه .فماذا عليه أن يقول ...فكر قليلا ثم قال بإرتباك حاول ان يواريه 
.أأأاااابدا أنا بس كنت بقول إن يعنى احنا اتجوزنا بسرعه ووسط دراستك وخاېف يكون
ده غلط عليكى يعنى ....
نظرت اليه بشك خاصة وأنها تشعر أنه يحاول
أن يوارى خطب ما ....نهضت من الفراش بهدوء وتوجهت إليه
بالحديث .....
ممكن أسألك سؤال بس تجاوبنى بصراحه .....
وقف هو الأخر وتوجه إليها بالحديث وهو مندهش من جديتها .....إتفضلى اسألى وطبعا هجاوبك عليه لو أقدر ......
ابتسمت بهدوء ثم توجهت للأريكه وجلست عليها وقالت 
..انت ليه اتجوزتنى .....
بهت من السؤال فهو لم يتوقع أبدا أن تسأل هذا السؤال أبدا ....
حاول أن يتماسك قليلا ولايظهر أى شئ وقال بهدوء حذر .....عادى يعنى ...انا فى سن جواز والطبيعى انى اتجوز بس مش من الطبيعى أنك تسألى سؤال زى ده فى يوم صباحيتنا ......
شعرت أسمهان بالإحراج ولكنها قررت أن تكمل ما بدأت فيه ولابد وأن تجد أجوبه على أسألتها ....
أكملت فى هدوءوارتباك ...
انا عارفه إن سؤالى غريب خاصة فى يوم زى ده بس للأسف مكنش فيه فرصه انى أسألك قبل كده خاصة ان الخطوبه كانت تقريبا شهر ونص ومشوفتكش فيهم غير مرتين تلاته بحجه انك مش فاضى وبتخلص ورق فبديهى كان جوايا احساس بالخۏف من ان يكون فيه حد فى حياتك وعشان كده مكنتش بتشوفنى أو حتى بتكلمنى فى التليفون كأى اتنين مخطوبين وطبعا كنت ناويه قبل اى حاجه تحصل بينا
هتكلم معاك الأول ونتفاهم فى حاجات كتييير ....
أكملت بخجل عندما تذكرت إتمامه لزواجه منها بس طبعا مكنش فيه غرصه للكلام إمبارح .....
.تنهد بإمتعاض ......لا عادى انتى عارفه انى بس كنت بخلص ورقى قبل الجواز عشان ابقى فاضى يعنى ....تمام هكذا ردت بهدوء ولكنها أكملت وقالت ..
.بس اللى كنت عايزه اعرفه إن انت دكتور ومن عيله كبيره ووحيد باباك يعنى
من الطبيعى أنك تتجوز حد تانى فاهمنى ......فليييييه أنا بالزات 
كانت بداخلها تتمنى أن يرد بإجابه تثلج صدرها كأنه أعجب بها أو راقه تدينها أو انها مختلفه عن باقى الفتيات فهى قلبها كالنبته الخضراء مازالت فى بداية تفتحها ولكنها تحتاج من يرويها ...
أما
هو فنظر اليها ووجهها كحبة الفراوله الجاهزه للأكل من خجلها وارتباكها ولكن بما يجيبها فالإجابه الصحيحه ستضربها فى مقټل ...أيقول لها أنه تزوجها ڠصبا حتى يحقق مايريد ..وإن قال لها ذلك فكيف يفسر إتمامه لزواجه منها .أيقول الحقيقه أيضا وأنه لم يستطع أن يقاوم براءتها وجمالها الطبيعى الجاذب لأى شخص .فكيف لا ينجذب هو نحوه وهى عروسه التى زفت اليه ..حلاله ...
أفاق من شروده على صوتها وهى تنادى عليه برقه وخجل .....نظر اليها وهو لايعرف حقا بما يجيب .....فسألته مرة أخرى .....رحت فين مبتردش عليا ليه هو سؤالى صعب كده ......!!
استجمع إحسان نفسه وقال بإرتباك وتشتت حاول مداراته على قدر الإمكان ...أبدا بس كل الحكايه ان سؤالك برده غريب بس هجاوبك ...انا كده كده زى ماقلتلك فى سن جواز وكمان انتى عارفه انى
هسافر اكمل دراسات بره فبابا هيبقى لوحده وكده فقلت يبقى معاه حد وفى نفس الوقت أكون مطمن عليه معاكى ......
أحبطت أسمهان من إجابته وقالت 
..طب إشمعنى أنا يعنى تأفف إحسان بداخله وقال ....أبدا ياستى انا كده كده مفيش حد معين فى دماغى فلما بابا قالى عليكى مكنش عندى إعتراض ...خلاص كده ولا فيه أسئله تانيه .....
نظرت إليه بخجل وقالت لا طبعا مفيش وانا أسفه لو كنت ضايقتك بس كنت حابه أفهم خاصة ان الجواز تم بسرعه غريبه ...ارتبك إحسان بشده وقال ...اااااابدا بس كل الحكايه انى مسافر خلاص على طول وخفت لو سفرت واحنا مخطوبين بس اتأخر عليكى ومعرفش أنزل عشان الجواز .......
صډمه هى ماحلت على أسمهان عند سماعها لكلامه أمعنى هذا أنه من الممكن أن يظل فتره طويله دون أن
يأتى مصر
....إنتبه لشرودها
وقال ....مالك فيه إيه
جاوبت عليه دون تفكير ....هو انت ممكن لما تسافر متعرفش تنزل لمدة طويله ...
ثم أكملت بتيه وكأنها تحدث نفسها ...طب لو كده كنا بنتجوز ليه كنت سيبتها خطوبه وخلاص لغاية ماتخلص ...انا بحسبك هتروح وتيجى ..نظرت اليه وأكملت أو على الأقل تبعتلى انا أجيلك .....
نظر اليها بشرود خاصة وهو يشعر أنه يظلمها بشده ولكنه تدارك نفسه بل أقنعها انه لم يظلمها فى شئ فهى من وافقت عليه وعلى ظروفه فلتتحمل إذا ......
أدار وجهه اليها وقال بلا مبالاه .....لا مانا هبقى ابعتلك لو انا معرفتش اجى .....
تهللت أساريرها وهى لا تعلم انه يضع لها السم بالعسل حتى لاتشعر بمرارة طعمه ولكنها حتما ستعانى من آثاره عما قريب ....
تعمد هو تغير الموضوع وقال ....طب دورى انا بقه فى الأسئله ...ياترى ليه انتى وافقتى تتجوزينى ......
اختضب وجهها بالحمرة وقالت .....ابدا انا كده كده قلبى فاضى وعمرى ماحاولت انى افكر فى حاجه غير دراستى وكنت شايله قلبى ومشاعرى للى هيبقى من نصيبى وانت جيت وشوفت فيك انسان كويس ومحترم وده غير عمو عبد الرحمن وطيبته فوافقت ......
لا يعلم لما شعر بالفرحه كونه هو أول رجل بحياتها ولكن هل ستكتمل فرحته ام سيوئدها فى مهدها حتى لاتقف أمام طموحه العقيم ......
عندما يترك الشخص مكانه تشعر بالفراغ الرهيب والإشتياق لمجرد النظره لعينيه كان هذا حال عبدالقادر وهو يشعر وكأن منزله يفتقد لأهم ركن به الا وهو أسمهان ..ورغم هذا فهو لا يريد لها غير الحياه السعيده والإستقرار وأن تبنى أسره جميله مثلها ......
كان يجلس فى بلكونة شقته وهو شارد بأسمهان وكيف كانت طفولتها هادئه ورزينه ..كانت ومازالت جميله تسحر من يراها ويقترب منها ...فلقد وهبها الخالق جمال الخلق والخلقه ....
أدمعت عيناه وهو يشعر بالإشياق الشديد لها ....دخلت عليه زوجته ناديه وهى تعلم مكانه فمنذ زواج أسمهان وهو يفضل الجلوس بمفرده فهى تعلم جيدا كيف يحبها والدها وكيف يفتقدها كثيرا ....
ربتت على كتفه وهى تقول بمرح .....إيه ياعبده دانا قلت هتجوز أسمهان وتفضالى بقه مش تنشغل عنى بزياده .....
نظر اليها بحزن وهو يعلم انها تحاول
أن تخرجه مما هو فيه ......قال كلمه واحده فقط بخفوت شديد 
وحشيتنى ....أمسكت ناديى يديه وقالت بهدوء وعقلانيه .
را ايه ياعبده هى مش دى سنة الحياه ولا إيه .يعنى مش انا برده ابويا سلمنى ليك وأكيد برده كنت بوحشه بس كل ده بيحصل عشان سعادة
ولادنا ..ادعيلها ياعبده ان ربنا يوفقها فى حياتها ويرزقها الذرية الصالحه وصدقنى لما تشوفها سعيده ساعتها بس هتحس انك
كملت رسالتك معاها .
سألها بلهفه ...انتى متصلتيش بيها عشان تطمنى عليها .....
نظرت اليه بإبتسامه مطمئنه ...اتصلت يا عبده وهى الحمد لله كويسه رجعو من الفندق على
شقتهم وقالتلى ان حماها كان حاجزلهم فى فى العين السخنه بس هو محبش يسيب باباه لوحده الأسبوع ده خاصة انه هيسافر كمان اسبوعين .....
تهلل وجه عبدالقادر وهو يظن الخير بإحسان وقال .....طب كويس كونه مش عايز يسيب باباه لوحده معنى كده انه بار بيه وكويس والمفروض تقولى لبنتك ان دى مش حاجه وحشه يعنى ويبقوا يعوضوا السفر مره تانيه ......
اجابت ناديه بهدوء ....متخفش أسمهان عاقله جداااا ولماكلمتها عرفت انها مزعلتش ولا حاجه وقدرت انه عايز يقعد مع باباه وانت عارف هى بتخب حماها ازاى ......
شعر عبد القادر بالغيره وقال 
اسلام يعنى بتحب حماها وانا ايه يعنى عمرحماها ميبقى فى مكان ابوها ولا
ايه ......
ضحكت ناديه بشده على زوجها وقالت إيييييه ......
كان الهدوء هو السمه العامه للمكان ..فكان عبد الرحمن يتناول الغداء ومعه أسمهان وإحسان والذى صمم أن ينزل لأبيه ولا يتركه وطبعا أسمهان مقدره جدا فعلته هذه معللة إياها بقرب سفره وهو يريد أن يشبع من أبيه ....
أما عبد الرحمن فكان يفهم إبنه جيدا فهو يرى نظرته المتغيره لأسمهان فهو قد بدأ يشعر بها ولهذا لايريد أن يتعلق بها أكثر ولذا فإنه صمم على ألا يذهب لعطلته بحجة أبيه .....
انهوا الطعام تحت كلمات الترحيب بأسمهان من عبد الرحمن حتى أنها شعرت نحوه بزيادة الألفه منه وانها ليست بغريبه .عكس إحسان فهى تارة تشعر بالقرب منه وتارة أخرى تشعر أنه بعيد كل البعد عنها ولكنها ترجع هذا لقرب سفره وبالتأكيد توتره وتحاول على قدر الإمكان الا تشعره بالعبء .....
قامت أسمهان حتى ترفع الأطباق من على المنضده فنظر اليها عبد الرحمن بإبتسامه حانيه وقال .
.سيبيها إلهامى هيشيلها وبنت اخوه معاه متقلقيش انتى ...نظرت لإحسان بارتباك فوجدته ينظر لها نظره لم تفهم معناها هل هى إستنكار أم شئ اخر ...
.أجابت أسمهان بخجل وهدوء ....أسفه بس أنا متعوده إنى بساعد ماما فى البيت ....
.إبتسم عبد الرحمن بهدوء لتلك الفتاه القليلة الوجود ....
أمسك يدها بحب وهو يوجهها معه لكراسى الانتريه وهو يقول ....انتى هنا مش هتعملى حاجه
خاااالص ماشى ياست البنات ...الهامى ده كان معايا عسكرى واتحالنا على المعاش مع بعض فقرر انه يجى يقعد معايا خاصة وان ولاده اتجوزا ومراته ماټت زى حلاتى يعنى وبنت اخوه بتيجى كل يوم تلت اربع ساعات تساعده فى عمايل الغد وتنضيف البيت فمتشليش هم خاااالص .....
ابتسمت أسمهان لهذا الشخص الحنون والذى يتكلم معها بأريحيه شديده وهى لم تتعود على هذا الأمر فوالدها لم يكن معها هكذا يوما ......
أكمل عبد الرحمن بهدوء ماكر بس ممكن بقه اطلب منك فنجان قهوه عشان حتى أدوق قهوتك ولا مبتعرفيش تعملى قهوه ....
أجابت أسمهان بسرعه شديده ..لا طبعا بعرف وصدقنى حضرتك بعد كده مش هتقدر تشربها غير من إيدى ....
اتجهت بأنظارها لزوجها القابع صامتا وهو يتابع حديثهم بلا مبالاه ....
قالت بهدوء ....تحب تشرب قهوه يا إحسان ....
لما إسمه منها مختلف ....نفض رأسه سريعا من هذه الفكره وقال ...اوكى ياريت مظبوطه أنا وبابا .....
فرحت بشده لمجرد رده عليها وقالت بسعاده حاضر ثوانى وتكون عندكم القهوه ....
دخلت المطبخ تحت أنظار زوجها ووالده والذى 
توجه بكلامه لإحسان وقال ببعض الحده ...مسافرتش ليه وقبل ماتقول انه عشان خاطرى زى ماقلت لأسمهان وهى
عشان طيبه ونقيه صدقتك فأحب أقولك ان مبررك مدخلش دماغى .....
اجابه إحسان بهدوء بارد ....ليه بس يابابا ....وكمان هو ده سببى لكن لو حضرتك مش مقتنع تمام براحتك ....
إنت باااارد ومستفز ...
أجابه عبد الرحمن پحده وهو يحاول أن
يخفض صوته حتى لايصل لأسمهان .....أكمل ....أولا موضوع انك تقعد معايا ده مش صحيح ودليل كده انك اصلا كنت مسافر ومفكرتش حتى فيا وانى هكون لوحدى ....
امتعض وجه آحسان من كلام أبيه المكرر من وجهة نظره ولكنه ترك والده يكمل حين قال ....
انت طبعا مش عايز تسافر
لأنك خاېف تتعلق بأسمهان لأنى فعلا ملاحظ أن فى عنيك نظرة إعجاب ليها بس طبعا
حضرتك مش عايز تطلعنى صح وانك فعلا بدأت تتعلق بيها فقررت متسافرش معاها عشلن
متبقوش لوحدكم وطبعا حجتك أنا مش كده ....
نظر إليه إحسان بنظرات مشدوهه
فهو مهما حاول أن يخفى ما يفعله عن أبيه فهو دائما يسبر أغواره
ويخرج مابداخله
بمنتهى البساطه وكأنه كتاب مفتوح أمامه...لم يتكلم وكأنه بصمته يؤكد كلام أبيه .....
أكمل عبد الرحمن بصرامه شديده ...بص بقه لو زعلتها محدش هيقفلك غيرى سامع ..أسمهان بنت مفيش منها اتنين بس انت اللى اعمى البصر والبصيره .....
وقف إحسان وقد إستعاد بروده وقال 
.أظن حضرتك قولتلى
اتجوز واتجوزت ومفتحتش بقى واهو هو حضرتك يعنى شايفنى بعاملها ازاى منا بعاملها كويس إيه المطلوب منى تانى بقه. ...!
اجاب عبد الرحمن بتهكم ....أيوه بتعاملها كويس بس ببرود مش بلهفة عريس لسه متجوز مبقالوش يومين .....
نظر إليه إحسان بتهكم وجرأه 
...الله هى اشتكتلك منى ولا إيه دانا حتى مش حارمها من حاجه وكمان الحمد لله انا جامد قوى واناديهالك حتى عشان تسألها .....
انتفض عبد الرحمن من مكانه لكلام إبنه وقال .
...وقح عمرى مكنت اتخيل ان يوصل بيك الحال لكده تصدق انا دلوقت ندمان انى جوزتك لواحده ضفرها برقبتك بس صدقنى بكره تيجى وتقولى انك لفيت وملقتش زيها وهنشوف يا دكتور .....
دخلت أسمهان بثلاثة فناجين من القهوه وهى مبتسمه ولكنها شعرت بأنه يوجد توتر بالأجواء فقالت ....هو فيه حاجه ولا إيه ....
.رد إحسان بتهكم صريح لم تلحظه أسمهان 
..أبدا أصل بابا زعلان عشان سفرى وانا كنت بطمنه .....
أغمض عبد الرحمن عينيه بقوه وهو يشعر بخطأ تربيته لإبنه ولكن هل فات الأوان أم للزمن رأى اخر ومثل ما يقولون ...من لم يربه ابواه فالأيام كفيله أن تربيه .....
جاء يوم جديد بصباح مفرح على البعض ومحزن للبعض الاخر ...
كانت إيمان تدخل كليتها بعد إنقطاع دام أكثر من أربعة أيام بسبب انشغالها بزفاف اختها ...
.كانت تشعر بسعاده فهى هاتفت أسمهان صباحا واطمأنت عليها وهى وباقى أسرتها حتى أن والدها قال لها انهم سيأتون لزيارتهم فى خلال يومين ....ياالله كم اشتاقت لأختها بشده وتشعر بأن هناك فراغ كبير قد تركته ......
دخلت وهى لم تلاحظ تلك الأعين التى تشتاقها حد الجنون ..كان رزق يود أن يذهب اليها ولكنه أبى أن يفعل ذلك خوفا من أن تتركه وتصده مرة اخرى ...
ذهبت باتجاه صديقتها شهد فهى كانت جالسه بكافتريا الجامعه ....جلست بجوارها وهى تقول ...
.والله وليكى وحشه يابت ياشهد ....
صړخت شهد بفرحه وهى تأخذ إيمان بين يديها تعانقها بشده فهى قد اشتاقتها كثيرا فهم أصدقاء منذ زمن .... 
عامله ايه وحشتينى جدا بقه كده متجيش الفرح ......
أجابتها شهد بعبوس
...ياسلام ياختى مانتى عارفه بابا عمره ماكان هيودينى القاهره لوحدى وكمان حمودى حبيبى قالى
لو كنتى قلتيلى كنت فضيت نفسى لكن انا عندى شغل ومش هقدر أسيبه ....
نظرت اليها إيمان باستنكار وهى تضع يدها تحت ذقنها ....لا ياراجل بقى حمودى قالك ....ردت عليها شهد بهيام ..اااااه قالى .....ضړبتها إيمان بشده على وهى تقول ...طب فوقى ياختى انتى وحمودك ويلا على المحاضرات 
امتعضت
شهد وقالت ..
.جرا ايه يازفته ايه هزار البوابين ده طب والله لقول لحمودى يقبض عليكى ويحبسك .....
ضحكت إيمان وردت بتهكم ...لا والله طب متنسيش بقه ان لو سى أحمد بتاعك ظابط انا بقه حما اختى لوا وكان مساعد وزير الداخليه ...
ثم أمسكت ياقتها الوهميه وقالت ...يعنى لو عايزه واسطه لسى حمودى بتاعك انا فى الخدمه .....
ضحكوا هم الاثنين على أفعالهم الطفوليه وذهبوا باتجاه المدرج ....فوجدت إيمان من ينادى عليها التفتت فلتجد زميل لها فى نفس العام الدراسى ولكنها حقا لا تعلم إسمه ....
توقفت وأمسكت يد شهد وهى تقول انتى رايحه فين متسيبنيش استنى هنا
مد زميلها يده إليه ولكنه وقبل ان تفعل
تم نسخ الرابط