لحن الزعفران بقلم شامة الشعراوي

لمحة نيوز

لحن الزعفران
الفصل الأول والثاني 
أفراد عائلة الراشد
فيروزة بطلة الرواية فتاة جميلة لديها روح مرحة ولطيفة ذات الشعر الذهبي و العيون الفيروزية مزيج بين الأخضر والأزرق عندها ٢٧ سنة الابنة الكبري والمتبنيه للواء عامر الجارحى وزوجتة نازلى.
أنيس الابن الثانى لعامر عمره ٢٣ والذي مازال يدرس فى كلية الطب ولكنه تم تعينه طبيبا فى أحدي المستشفيات بسبب تفوقه وذكائه.
أدم تؤام أنيس ظابط ويعمل مع والده فى الداخليه ويختلف فى الملامح عن أخيه قليلا.
عمر الابن الرابع شاب مرحا يعشق الضحك والسعادة ويلقب بمچنون العائلة لديه عين بندقية مثل اخويه فى تانية هندسة.
لارين الابنة الصغرى والمدللة لابيها لديها عيون عسلية وشعر قصير بلون القهوة فى ثالثة ثانوى .
أبناء العم 
العم خالد وزوجته نادية لديه ولدين وليد وهو شاب طويل وعريض يعمل محاسبا فى شركة العائلة وخاطب ابنة عمه فيروزة عمره ٣٠ سنة.
طارق فى نفس سن عمر فهو صديقه ويدرس معه فى نفس الكلية.
العم أحمد وزوجته حسناء لديه بنتين وولدين
أسمائهم سارة والتى فى نفس عمر أنيس وأدم.
سهر الابنة الصغرى بنفس عمر لارين وصديقتها المقربة.
معاذ شاب طموح وذو روح خفيفة عمره ٢٥ سنة معيدا فى كلية الهندسة.
على عمره ٢٢ سنة فى رابعة تجارة.
الجدة سعاد عمرها ٧٥ سنة
الفصل الأول
كل منا يفقد شيئا عزيزا عليه فرصة إمكانيات مشاعر لا يمكن اسعادتها كل هذا جزء من كوننا نعيش ولكن فى رؤوسنا نخزن الذكريات فى غرفة صغيرة غرفة كرفوف المكتبة ولنعي الأعمال التى كتبتها قلوبنا علينا أن نصنفها وننظمها ببطاقات ونزيل عنها الغبار من حين لآخر ونجدد لها الهواء ونغير الماء فى أوانى الزهور بكلمات أخرى...ستعيش إلى الأبد فى مكتبتك الخاصة..
انهمر المطر ولطمت المياه النوافذ وزلزلت الجدران بصواعق الرعد وومض البرق كالنذر وصړخت الرياح كعزيف الجان..كانت جالسة على الاريكة تحتسي فنجانا من القهوة الفرنسية التى تعشقها أرتشفت القليل منها ثم وضعتها على الطاولة الجانبية وبدأت تدون بعض الكلمات فى مذكراتها..
في بعض الجراح عطايا .. وفي قسۏة العيش أحيانا هدايا ..
كن على ثقة بأن الخير دائما حولك وبالقرب منك ..
قد يأتيك مختبئا في زحام مصېبة .. وأشجان بلية .. ودموع فقد حارة ..
فلا تبتئس .. حتى أوجاعنا رحمة من الله 
قمة آلطمآنينة 
ورحمتي وسعت كل شيء 
ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك 
كن علي يقين تآم آنه لن يستثنيك منهآ 
أمان وسلام وإستسلام وتسليم وطمأنينة ورضا ..
أمورنا مرتبة في السماء نظن أننا نختار نظن بأننا نقرر ثم تأتي كن فيكون !
ونعرف أننا لا نملك من أمورنا شيء .
لن ينس الله خيرا قدمته و هما فرجته و عينا كادت أن تبكي فأسعدتها !
عش حياتك على مبدأ 
كن محسنا حتى وإن لم تلق إحسانا ليس لأجلهم بل لأن الله يحب المحسنين .
بعد ما انهت كلماتها ووضعت زهرة حمراء فى المذكرة ثم أغلقتها ووضعتها فى ذاك الصندوق الفضي الخاص بها طرقات خفيفة تطرق بابها تحدثت متسائلة
مين .
أتاها صوت أخيها بعد ما فتح الباب وولج إليها قائلا أنا عمر ينفع أدخل ولا لأ. 
أدخل ياعمر هو أنا أقدر أقولك لأ.
جلس بجانبها ثم أمسك فنجانها ليرتشفه على دفعه واحدة وقال 
ينفع كدا تشربى قهوة من غيرى دا انا كدا أزعل .
معلش المرة الجاية هبقى اقولك قبل ما اشربها لوحدي.
أستدار عمر ينظر إلى النافذة وهو يقول
يابنتى المشكلة مش فى إنك تشربيها لوحدك أنتي الوحيدة فى البيت دا اللى بتعمليها مظبوطة وانا لما بصدق ألقيكى عملها.
خلاص ياسيدي كل لما أجى اعمل ليا هعملك معايا مرضى كدا.
نظر إليها بابتسامة قائلا
طبعا مرضى المهم إيه اللى مسهرك لحد دلوقتي الوقت متأخر أوي والجو برا متلج على الأخر.
تحدثت فيروزة بهدوء قائلة
مش نعسانة وبعدين أنا بحب السهر فى الشتاء أوى وبحب صوت المطر والرعد حاجه كدا عسل من الآخر.
الشتا عسل والله أنتى اللى عسل عمرى ماشوفت حد بيحب الشتاء زيك سيبك من الكلام دا انا عايزك فى موضوع مهم لا يحتمل تأجيله أكتر من كدا.
نظرت إليه بشك وهى تقول 
موضوع ايه أنا شاكة فيك ياواد أنت ومش مستريحه ليك شكلك عامل مصېبة.
اختااااه لا تقلقي وبعدين أنتى تعرفى عن أخوكي حبيبك كدا.
لوت شفتيها الوردية وقالت بسخرية
دا أنت أبو كدا هو أنا هتوه عنك يعنى ياعمر.
أممممم هو انتى دايما فقساني.
اعملك اي ما أنت كتابك مفتوح قدامى وبعدين ما تخلص تقولى هببت ايه ياقدرى المهبب.
أشاح وجهه بعيدا عنها ليقول وهو يطرقع أطراف يديه
الصراحة ومن غير زعيق وصويت أنا عايز ١٠٠٠٠ تالاف جنية.
صاحت بصوت عال قائلة
ناااااااعم عشر ايه ياخويا جت عشر عفاريت يعفرتوك ويجننوك أكتر ما انت مچنون.
أنا قولتلك ايه من غير زعيق وصويت مش بتسمعي الكلام ليه يااستاذة انتي وبعدين فيها ايه يعني دا انا طالب مبلغ قليل خالص .
نظرت إليه بدهشة قائلة نعم مبلغ ايه اللي قليل هما ١٠٠٠٠ تالاف بالنسبالك رقم قليل هو انت ليه محسسني انك طالب ١٠٠ جنية.
أمسك يديها بتوسل وقال
وحياة عيالك ياشيخة أنا محتاج الفلوس دي ضرورى ربنا يسترك ساعدي عبد فقير ومحتاج تدخلى الجنة.
وهما فين عيالى دول يااهبل وبعدين انت هتشحت ولا ايه وليه محسسني أنك مش لاقى تأكل.
ياروزا ما انتي مش فاهمة ليه انا محتاج المبلغ دا.
اتفضل قولى محتاجه فى إيه.
زفر عمر بهدوء وقال
علشان ادفع مصاريف الجامعة بدل ماترفد منها 
تحدثت فيروز بذهول قائلة ليه هو انت كنت كل دا مدفعتش المصاريف طب والفلوس اللي بابا ادهالك وديتها فين.
أبتعد عنها ليقول بتوتر عايزة الحقيقة ولا الكدب.
الحقيقة طبعا.
أنا صرفتهم قطبت حاجبيها بضيق ليكمل حديثه سريعا متبصيش كدا ما انا اعملك ايه يعنى أبوكى كان مانع عنى الفلوس وانا كنت بصرف من مصاريف الجامعة ولو روحت قولتله أكيد هيقتلنى. 
طب هتساعديني ولا لأ ما هو أنا ماليش غيرك اللى أطلب منها الفلوس وكمان علشان عارف انك الوحيدة فى البيت دا بتساعديني دايما ومش بتتاخرى عليا بس دلوقتى شكلك هتتخلى عنى ومش هتعبريني خلاص مش مهم أنا هبقى اتصرف جاء أن يذهب إلى الخارج امسكته من يديه وقالت بإبتسامة ساحرة 
وأنا عمرى ما هتخلى عنك أنت مش مجرد أخويا الصغير ياعمر لا أنت بالنسبالى اخويا وابنى وروحى واغلى حد فى حياتى استنى ما تمشيش..
أتجهت إلى الخزانة وأخرجت مبلغا ماديا من الصندوق وأعطته أياه بينما تحدث هو قائلا بس دول أكتر من اللى طلبتهم.
ابتسمت فيروزة بود وحب أخوى قائلة الزيادة خليهم معاك علشان لو احتاجتهم فى حاجه.
بجد أنتى أجمل وأحسن أخت فى الدنيا ربنا يديمك ليا وميحرمنيش منك ولا من حنانك عليا بجد أنا مبسوط أن عندي اخت زيك.
ربتت على ظهره بحنان وهى تقول خليك عارف ان أنا جنبك في اي وقت تحتاجني فيه تمام.
تمام.
فى مكان آخر كان جالس صاحب البدلة السوداء فى أحدي المقاهى الليلية أقتربت منه فتاة ذات شعر الأحمر الڼاري ترتدي ثوبا قصيرا من اللون الأسود وتضع أحمر شفاه قاتم مما جعلها أكثر فتنة تسير على الأرض مدت يديها بكأس من الخمر فأخذه منها ووضعه أمام
تحدثت تلك الفتاة التى تدعى لارا قائلة
بسبب تغير الجو والمطر كانت الشوارع زحمة فعشان كدا اتاخرت عليك.
ماشي يابطل المهم انك جيتي بالسلامة.
نظرت إليه وهى تبتعد وقالت متسائلة
هتعمل ايه مع خطيبتك هتستمر فى الجوازة دي ولا هتسيبها.
تحدث وليد وهو يشعل تلك السېجارة ليقول بغموض
أكيد هسيبها بس بعد ما أخد اللى عاوزه منها.
وايه بقا اللى انت عاوزه منها يابيبى.
نظر إليها من مقدمة رأسها إلى أخمص قدميها ثم أبتسم
مش مهم تعرفى الا قوليلى عملتي إيه مع محاسن لسه مصممه أنك تسيبى الشغل.
عايزة اسيبه ولكن محاسن ماسكة فيا بايديها وسنانها ومش راضية تسبني بتقولى أنتى اللى مشغلة المكان ولو مشيت شغلها هيخسر كتير. 
أردف وليد قائلا الصراحة هى عندها حق لولاكي كان البار دا اتقفل من بدرى.
تحدثت بملل وهى تعبث بخصلات شعرها
طب انت شايف ايه أفضل مستمرة ولا اوقف الشغل هنا واشوف مكان تانى غير دا.
خليكي هنا احسن بدل ماتروحى مكان تانى ولسه هتاخدي وقت لحد مايكون ليكي أسم هناك لكن هنا أنتى ليكى شهرة وبتقدري تعملى كل اللى عيزاه والكل تحت أمرك.
امممممم خلاص مدام انت شايف كدا افضل هنا ايه رأيك نقوم نرقص شوية.
أهدى يا عامر الأمور ما تتحلش بعصبيتك دي.
نظر إليه بضيق وقال
أهدى أزاى ها انا مصدقت أن ربنا رزقني بيها بعد وقت طويل وفى الاخر يجي مدرس متخلف زي دا يضربها دا أنا هطبق الدنيا على دماغه هو لسه شاف مني حاجه.
عارف إن الزفت دا غلطان بس مش لدرجة انك تتسبب فى حپسه انت كدا قطعت عيشه وهتشرد عياله ودا ميرضيش ربنا فاهدئ كدا وأوزن الأمور بعقل و بلاش تهور.
جلس على أحد المقاعد القريبة منه بزهق ليقول
أنت متعرفش أن بنتى دي غالية عندى قد ايه لما أتولدت هونت عليا مۏت أختها وخاېف عليها ليجرالها أى حاجه وأخسرها زيها أنا عانيت كتير فى حياتي بعد مۏت أول بنت ربنا رزقني بيها قعدت سنين بعدها محروم من الخلفة لحد ما فقدنا الأمل أنا ومراتي علشان كدا روحت أتبنيت فيروزة من الملجأ كان عمرها أربع سنين أول ما عينى وقعت عليها حسيت باحساس غريب معرفتش أوصفه لحد دلوقتى ومش فاهمه وبعدها بشهر ربنا كرمنا ومراتي حملت وخلفنا
٣ صبيان فى كل مرة كان نفسي يكون عندي بنت من دمي كنت حاسس بنقص جوايا برغم وجود فيروزة مكنتش مكتفى وفضلت أدعى ربنا فى كل صلاة لحد ما رزقنا بأجمل بنوتة 
تنهد رؤوف وهو يربت على ذراعيه قائلا 
أنا عارف أنت مريت باوقات صعبه ولكن أياك تظلم
حد ياخالد
أنت
عمرك ما كنت كدا و ياريت تخرج المدرس بلاش تشرد أسرته هو كدا خد اللى يستحقه وزيادة.
ماشى بس هربيه الأول وبعدها
هبقى أخرجه.
سارت بخطوات بطيئة فقد بدأت تتعود على تلك
الكلمات التى تقال من والدها فهى تشعر بداخلها بأنها لا يحق لها أن تحزن منهما فقد أخرجوها من تلك الدار وانفقوا عليها وأغمروها بالحنان والعطف فهى ممتنه لهم بذالك اقتربت منهما وابتسمت ابتسامة رقيقة حتى لا تشعرهم بشئ فقالت وهى تقبل يديه صباح الخير يابابا.
أبتسم إليها ليقول بهدوء صباح الخير ياحبيبتى صاحية متأخر النهاردة مش عادتك يعنى.
راحت عليا نومة ومحستش بنفسي غير وانا صاحية على صوتك هو فى حاجه مزعلة حضرتك.
ربت على يديها برفق قائلا
لا ياحبيبتي مفيش حاجه مزعلاني متشغليش بالك أنتي وبعدين أنتى كويسة حاسس أنك فيكي حاجه ملامحك مطفيه ومش منورة زي كل مرة بشوفك فيها.
نظرت إليه فيروز قائلة
ابدا يابابا أنا زي الفل هو بس هتلاقيني علشان لسه
صاحية مش
أكتر
ثم
أستدارت قليلا
تنظر إلى صديق والدها لتقول بمرح
ايه دا عمو رؤوف أنت هنا يارجل مش تكح أو تقول اي حاجه كدا تلفت أنتباهي أنك موجود.
ضحك بخفة وقال ياسلام ياختي على اساس أنك مكنتيش شيفاني دا انتى سوسة.
أعمل إيه بس ياعمو كل لما اشوف بابا فى أى حته عيني مابتشوفش غيره.
العب سمعت ياعامر بنتك البكاشة بتقول ايه دا بتأكل بعقلنا حلاوة.
أحتواها بين ذراعيه ليقول مبتسما بنتي حبيبتي تقول وتعمل اللى هى عايزاه.
أردف صديقه قائلا بهدوء ماشى ياسيدي ربنا يديمكم لبعض اه صح انت مش ناوي تجوزها بقا يمكن تبطل لماضة شوية.
زفر عامر بضيق وقال لما نشوف الزفت ناوي على ايه بقاله سنتين بيشطب فى أم الشقة اللى مش بتخلص دي.
ما يتنيل يقعد معاكم هنا فى القصر بدل ما يقعد فى شقة بعيد عنكم والمكان هنا ماشاء الله واسع وكبير .
والله أنا وأبوه غلبنا معاه وهو مصمم على رأيه لما نشوف أخرتها ايه.
هبت فيروزة واقفة وكأن لدغتها أفعى فهى تخشي هذا اليوم التى ستتزوج به وتترك تلك العائلة ثم قالت بتوتر 
أنا هقوم اشوف ماما محتاجين مني أي حاجه أعملهالكم.
نظر إليها والدها وأجابها لا ياروزا ومامتك هتلاقيها قاعدة فى الجنينة مع مرات عمك.
مساء فى مستشفى الهلال الخاصة..
كان جالسة أنيس فى مكتبه مجتمعا مع بعض الأطباء لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بتجديد وتطوير المستشفى بعد مرور ساعة خرجوا الأطباء بعد الاتفاق الذى دار بينهما تحدثت الممرضة قائلة
دكتور أنيس كنت محتاجة من حضرتك تمضيلى على طلب الاستقالة دا.
أردف أنيس ببرود وقال
وأنا مش همضى وياريت يا أنسة تتفضلى على شغلك وتبطلى كل شوية تقدميلى طلب استقالتك الشغل هنا مش لعبة مش وقت ما تزهقى وتقرري تمشى هنحققلك رغباتك.
تحدثت بنفس البرود قائلة وأنا مش تحت أمرك اتفضل أمضى.
ولو ما مضتش هتعملى ايه يعني! 
ولا حاجة همشى ومش هتعرفلى طريق يا أنيس وابقى وريني هتوصلى أزاى .
اطلق صوت ضحك عال وهو يعبث بالقلم ليقول باستفزاز امممم قلبك بقا مېت ياديدي ثم أستدار بالكرسي ليعيطها ظهره و أكمل حديثه
ماشى ياستى أبقى وريني هتعملى ايه ويلا بقا طرقينا مش ناقص ۏجع دماغ واه متنسيش تبعتيلى عمو عبده بالقهوة يلا ياماما يلا ياحبيبتي برا مش عايز عطلة ورايا شغل.
أردفت دارين بضيق وڠضب قائلة طيب يا أنيس أنا هوريك هعمل ايه ماشى انت اللى جبته لنفسك ثم غادرته وأغلقت الباب خلفها بقوة.
بعد بضع دقائق فتح الباب بخفة لتنظر الأخرى بداخله ابتسمت بهدوء وهى تراه يضع رأسه بين يديه ويبدو عليه الإرهاق تحدثت بنبرتها الجميلة قائلة
دكتور أنيس تسمحلي بالدخول.
ايه رأيك فى المفاجأة دي عجبتك.
طبعا عجبتنى جدا أنتى بقالك فترة كبيرة مجتيش تزورينى هنا.
مدت يديها إليها لتعطيه بوكيه الورد الأبيض قائلة
واديني ياسيدي جيت أزورك.
اردف بسعادة غامرة وقال يااااه ياروزا وكمان جيبالى ورد دا انتي عسل اوي ابقى تعالى بقا كل يوم زورينا.
أى خدمة علشان تعرف بس ان اختك بتحبك قد ايه.
قبل جيبنها برفق قائلا 
حبيبة أخوكى أنتى المهم إيه مناسبة الزيارة السعيدة دى.
مفيش مناسبة حبيت أجى ازورك ونخرج نتعشى برا بقالى فترة مقعدناش مع بعض والشغل بقا واخدك منى ياأنوسه.
قلب أنوسه من جوا ويلا ياست البنات هخرجك أحلى خروجه.
فى مطعم هادئ وراقي وضع الجرسون أمامهما الطعام تحدثت فيروزة متسائلة بهدوء أنيس هى مين البنوتة اللى كانت بتبصلك واحنا خرجين پغضب وكأنها عايزة تولع فيك.
أردف باللامبالاة وقال دى ممرضة شغاله معايا فى المستشفى.
امممممم وطب كانت بتبصلك كدا ليه هو انت عملت ليها حاجة.
ابدا ياستى كل الحكاية والرواية أن هى عايز تستقيل من الشغل وانا رفض طلبها.
أردفت فيروزة بفضول قائلة طب وأنت رفض ليه ما كنت تسيبها.
أرجع ظهره مستندا على الكرسى ليزفر بضيق مينفعش أن هى تمشى ياروزا مينفعش ابدا.
قطبت حاجبيها بعدم فهم نعم ودا ايه اللى مخليه مش نافع صمتت لوهلة ثم أضافت بشك أنيس هو في حاجة مابينكم يعنى بتحس باتجاهها بحاجه.
أجابها بالموافقة قائلا ايوة ياروزا انا بس مش بحس بحاجة أنا بحبها اوي وهى كانت بتبدالنى نفس الشعور وكنا مبسوطين وحتى قولتلها أنى هاجي أخطبها كانت فرحانة اوى لكن

معرفش مرة واحدة اتغيرت معايا وبقت عايزة تبعد وماتكملش ومش عارف ولا فاهم ايه السبب وكل ما اسألها تقولى احنا مينفعش نكمل ونكون لبعض لحد ما أتخنقت حاسس ان هى ما بقتش تحبنى أو مكنتش اصلا بتحبنى.
يمكن فى حاجة ياأنيس مخليها تبعد عنك كدا وهى رافضة أنها تقولها لو بتحبها أتمسك بيها وحاول تعرف هى مالها.
فكرك أن انا مابحاولش والله بحاول بس خاېف أوي يافيروزة خاېف من الفراق انتي متعرفيش أنا بحبها قد ايه هى كل حياتي وروحي ومش هقدر أعيش من غيرها أنا كل اللى كنت بتمناه ان هى تبقى من نصيبى وحلالى.
أمسكت كف يديه تربت عليه بهدوء ثم ابتسمت برقة قائلة إن شاء الله كل حاجه هتتصلح ياحبيبى خلى ثقتك ويقينك بالله اكبر من كدا وربنا يحققلك مرادك.
ونعمة بالله حاضر ياحبيبتى.
فى قصر العائلة..
تحدث عامر بضيق قائلا أقسم بالله ياعمر لو ما اتهديت أنت والزفت دا لاقوم ارزعك كف يلوحك.
ماتقول لابن أخوك ياخويا يسيب شعرى وانا اسيبه.
قبض طارق يديه على شعره أكثر وهو يقول
وربنا ما انا سيبك غير لما تقلع التيشيرت بتاعى ياحرامي الهدوم دا انا لسه شاريه وملحقتش البسه تقوم انت واخدة من دولابي.
وأنا أعملك ايه ما انت اللى بتجيب لبس حلو وماركة حد قالك تعمل كدا.
أردف الأخر بضيق امال انت عايزنى أبقى معفن زيك وبخيل يلا يابخيل.
تحدث عمر بعصبية طب والله ما انا سيبك ياطارق الكلب.
تركوا خناقهم سريعا ليركضوا مهرولين بكل الاتجاهات وهم ېصرخون بينما بقية أفراد العائلة يجلسون بهدوء يشاهدون تلك المسرحية التى تحدث أمامهم مثل كل يوم وكان أبطالها عمر وطارق مجانين عائلة الراشد
وقف طارق خلف السفرة وهو ينهج ليقول 
حرام عليك ياعمى دا مش اسلوب تتعامل بيه من ملايكة زينا.
نظر إليه بذهول وقال انتو ملايكة دا انتو شياطين وانا هربيكم من اول وجديد.
أردف عمر قائلا فعلا عندك حق انت معرفتش تربى.
توقف عامر مكانه ليرفع حاجبه الايسر
تصدق أنك عيل مش محترم علشان تقول على ابوك كدا.
مش قصدى ياحج التعبير خانى اعمل ايه بس.
نظر إليه طارق بخبث شوفت ياعمى ابنك بيقول ايه علشان تعرف بس انه قليل الادب ومش متربي.
رمقه الأخر بنظرات توعد وقال
أخرس ياحريقة يابتاع سناء و شجرة الكلية وعصير الليمون دا انا هفضحك بكرا فى الجامعة كلها وهقولهم بتاع سناء راح و بتاع سناء جه ورقصني ياجدع.
قاطع والده حديثه قائلا ما انا هرقصك فعلا يابن نازلى وبعدين انت ماسك أختك كدا ليه ابعد عنها احسنلك.
وضع يديه فى وسطه وقال
ياسلام عايزني ابعد عنها علشان تضربنى طب وربنا ما انا باعد ها.
اشتدت ملامح وجهه لتتحدث فيروزة سريعة قائلة
حقك عليا انا يابابا معلش متزعلش نفسك دا واحد متخلف سيبك منه وانا هشوفلى صرفه معاه علشان خاطرى أهدي واقعد وريح أعصابك وماتدايقش.
ثم أمسكت أخيها من طرف أذنيه تجروا خلفها وفعلت مع طارق نفس الشئ وأتجهت إلى الطابق الثانى.
دخلت بهم إلى غرفتهم وجلست بهدوء على طرف الفراش مش هتبطلوا شغل العيال دا انتو شباب فى تانية كلية المفروض تبقوا واعيين وعقالين أكتر من كدا ولا ايه.
تحدث طارق بضيق قائلا قولى لاخوكى اللى مش بيسمع الكلام وكل مرة هو اللى بيبدأ.
امممم الكلام ليك وله وبعدين ياطارق انتو وهو بتلبسوا هدومكم مع بعض اشمعنا بقا النهاردة اللى اټخانقتوا.
عشان التيشيرت لسه جيبه وكنت هخرج بيه بكرا لكن هو ماصدق لطشه ولبسه.
نظرت إلى أخيها الذى اشاح بوجهه بعيدا عنها فقالت
أخفض رأسه حرجا من كلام أخته ثم قال بنبرة حزينة
أنا بعتذر منك ياطارق وأسف لو كنت مديت ايدي على حاجاتك وأوعدك مش هكررها تانى ولا هلمس اي حاجه تخصك بعد كدا.
أياك توطي رأسك فى الأرض تاني
وانت بتكلمنى وانا معنديش أى مانع فى إنك تاخد حاجاتى أنا بس انفعلت النهاردة عشان كنت محضر الطقم دا لمقابلة الحتة بتاعتى بكرا لكن انت خطفته منى يلا مش مهم أنا وأنت واحد وكمان حقك عليا متزعلش منى انا بردو كبرت الموضوع وهو مكنش مستاهل.
خلاص مش زعلان المهم أيدك بقا على مية جنية حق الاستشوار اللى انت بوظته. 
ضحكت فيروزة وضړبت كف على كف لتقول
والله العظيم البيت دا مليان بالمجانين وبعدين متنسوش تنزلوا تعتذروا من بابا ياحلوين.
الفصل الثانى
فى صالة التدريب كان يقف اللوء عامر يشرح لبعض الخريجين الجدد بعض المعلومات
الخاصة بالمهمة الجديدة وكان
من ضمنهم
ابنه أدم تحدث عامر بجدية اتمنى تكونوا فهمتوا ايه المطلوب منكم هناك مش عايز أى غلطة لان قصدها حياتكم وكمان المقدم
عمران هيبقى القائد بتاعكم والمسؤل عنكم هسيبكم دلوقتى تتعرفوا عليه وهيعرفكم أكتر عن المهمة اللى هتقوموا بيها.
تقدم منهما عمران ليضربون له السلام تعظيما ووقار لمقامه فهم يسمعون عنه كثيرآ فهو ظابط
مخابرات ذو شخصية قوية وله انطباع حاده وعمره ٣٢ سنة ومن أمهر وأكفأ الظباط فى مقر المخابرات وهذة فرصتهم حتى يتعلمون من خبرته.
وقف أمامها بوقار ليقول بصرامة وهو يعطى لهما ملف
دا ملف فيه فى كل المعلومات اللى تحتاجوها وطبعا دى اول مهمه هتكون لينا مع بعض وفى شوية حاجات كدا لازم تعرفوها هقولكم عليها لكن مش دلوقتى واه كمان لازم تبقوا عارفين أى مهمه هنقوم بيها هنواجه المۏت و ممكن منرجعش منها ف اللى خاېف على نفسه وروحه يقدر من دلوقتى يتفضل يعتذر عن طلوعه للمهمة دى.
أردفوا بحماس بأنهم على أستعداد لتلك المهمة بينما قال أدم بسعادة وياترى بقا المهمة دى طالعنها فين.
نظر إليه عمران بطرف عينيه قائلا بنبرة تحمل قدرا من السخرية 
هو حد قالك أن احنا طالعين رحلة سعيدة نفرفش على نفسنا فيها ونغير جو لا صحصح كدا معايا انت وهو احنا رايحين للمۏت برجلينا والمهمة اللى رايحنها فى سيناء على الحدود وهنتعامل مع أرهابيين وناس مسلحة والغلطة الواحدة هناك هتقضي على الكل مش عليك و بس فهمتوا انا مش عايز اشوف استهتار من أى حد فيكم أستدار بضهره مبتعدا عنهما قليلا ليكمل حديثه مرة أخرى قدامكم ست ساعات تجهزوا فيها لان هنتحرك بإذن الله تعالى على بليل و يلا اتفضلوا مش عايز تأخير.
فى غرفة فيروزة كانت تضع سلسلة فضية على عنقها الطويل لتقوم بتحسسها وهى تبتسم برضا على مظهرها الهادئ واللائق فهى تعشق تلك الاكسسوارات والأمور الهادئة أخذت هاتفها وحقيبتها ومفتاح سيارتها وأتجهت إلى
باب غرفتها لتجد وليد واقفا مستندا على
ذاك الباب..
نظرت
إليه باستغراب
قائلة وليد انت بتعمل
ايه هنا ووقف كدا ليه.
نظر إليها بنظرات ذات معنى ثم قال
هى الهانم خارجة ولا ايه 
زفرت فيروزة بهدوء وقالت اه خارجة عندك مانع .
وياترى على فين العزم إن شاء الله. 
خارجة مع لارين والبنات هنشتري شوية حاجات من المول.
تحدث وليد ببرود بس أنتى مدتنيش خبر بأنك خارجة ولا حتى استأذنت منى ياهانم.
أردفت بتعجب قائلة
بس أنا استأذنت من بابا وهو وافق ومرفضش.
وضع يديه فى جيبه وقال ببرود
اولا مفيش الكلام دا الأذن تاخديه منى انا مش من أبوكى أنتى ناسية إن أنا خطيبك يا أستاذة ومش مسموح ليكي الخروج غير بأذني أنا فاهمة.
أنت ازاى بتكلمنى كدا مش معنى انك خطيبى تتعامل معايا بالشكل دا وتتحكم فيا بالطريقة دى.
لا ياحلوة من أول ما اتولدتى وانتى بقيتي بتعتي واتحكم فيكى بالطريقة اللى تعجبني ويلا اتفضلى كدا زي الشاطرة تغيري هدومك لان مفيش نزول.
تحدثت فيروزة بضيق من تحكماته قائلة
يعنى ايه مفيش نزول انا خارجة مع اخواتى و
قاطع كلماتها ليردف پغضب أنا قولت كلمة تتسمع ياهانم أنتى فاهمة و إلا قسما بالله هتشوفى وش تانى منى أتمنى متشوفهوش لأنك لو شوفيته هتكرهى نفسك اوى يافيروزة.
نظر إليه بنظرات غاضبة لا بقا دى مابقتش عيشة انت شكلك اټجننت على الأخر 
ليدفعها على الفراش لتسقط عليه بقوة وضعت يديها على ذراعها التى تؤلمها من قبضته ترقرقت دمعة فى عينيها لتنظر إلى تلك العلامات الحمراء على بشرتها البيضاء من أثر يديه ليغادر غرفتها صاڤعا الباب خلفه.
بعد مرور بضع من دقائق من الوقت مازالت جالسة كما هى جاءت جدتها إليها تحمل بيديها كأسين من العصير الليمون بالنعناع الفرش وضعتهم على الطاولة بجانبها لتربت على شعرها بحنان لتقول بمزيج من القلق 
فيروزة حبيبتى مالك وليد قالنا تحت أنك تعبانه شوية ومش هتقدرى تخرجى مع البنات فى حاجة بټوجعك.
اردفت فيروزة بنبرة يكسوها الحزن لا أنا الحمدلله بخير متقلقيش عليا ياتيتا.
أزاى بس مقلقش عليكي يابنتى دا انتى حته من قلبى
لم تتلقى ردا منها رفعت الجدة رأس فيروزة المنخفضة أرضا ثم قامت بالتحديق إلى وجهها لترى تلك الدمعة العالقة بطرف رموشها الكثيفة لتفر الدمعة هاربة من عينيها إلى وجنتيها المصتبغة بحمرة خفيفة ذهلت الأخر من رؤية علامات الحزن تكسى وجهها لتقول بقلق 
روزا بنتى فيكي ايه ياقلب جدتك أنتى ليه الدموع والحزن اللى ظاهر عليكي فى حاجه مزعلاكى او حد عملك حاجة.
أخذت فيروزة تمسح دموعها الساقطة بكف يديها الصغيرة لتقول بنبرة باكية ابدا مفيش أى حاجة وكمان انا مش زعلانة خالص.
ازاى مش زعلانة خالص احكيلي ايه اللى مخليكي ټعيطي كدا 
نظرت إليها بعيون دامعة قائلة وليد...
ماله وليد حصل حاجة مابينكم !
انهمرت عينيها لتؤمى رأسها بالإيجاب لتقول انا بجد تعبت من تصرفاته وتحكماته فيا وهو اللى منعنى من الخروج ونزل قالكم أنى تعبانه وانا مفيش فيا أى حاجة ومابقتش عارفة هو بيعمل معايا كدا ليه.
أردفت الجدة قائلة 
أهدى ياحبيبتى يمكن كان هو مدايق من حاجة وجت فيكى أنتى.
هزت رأسها بضيق قائلة لا ياتيتا دى مش أول مرة يعمل كدا معايا أنا حسيت انه هيضربنى وكمان معاملته اتغيرت معايا أوى مبقاش زى مكنا فى أول الخطوبة كان بيعاملنى كويس ومكنش بيرفض ليا طلب وعمره ما زعقلى أو قال كلمة تزعلنى لكن دلوقتى لا مبقاش يفرق معاه زعلى وعلى طول بقى يقول لا على كل حاجة اجى اعملها حتى دا مش بيسأل عنى غير كل فين وفين ويوم لما يجي يسأل يتخانق معايا بسبب وبدون سبب انا بقيت حاسه من أفعاله انه مش بيحبنى ولا عايز يكمل طب لو هو فعلا كدا ليه ميسبنيش ويريحنى بدل ما كل شوية يحصل ما بينا خناقات ومش طايق ليا كلمة.
أمسكت جدتها يديها وقالت بهدوء دا انتى شكلك شايلة منه اوى بس الأمور ماتتحلش بالطريقة دى يا روزا هو أكيد لسه بيحبك و كمان حاولى تهدي كدا وتبقى تقعدى معاه وتتكلمي وتقوليله كل اللى فى قلبك بهدوء وهو هيسمعك وحاولوا تشوفوا حل انتو خلاص كلها شهرين وهتتجوزوا.
تحدثت فيروزة قائلة 
هو حضرتك فاكرة أن أنا محاولتش لا حاولت وكتير أوى لكن هو مكنش بيسمع منى وبيفضل يقولى بطلى شغل العيال دا انتى كبيرة وانا ما بحبش الست النكدية اللى تيجي وتناقش خطيبها فى كل حاجة هى زعلانه منها صمتت قليلا ثم أكملت قائلة بحزن
تعرفى كمان أن من ضمن الأسباب اللى مخليه يتعامل معايا كدا أنى مش بديله اللى هو عاوزه.
نظرت إليها متسائلة وايه اللى هو عاوزه.
عايز يقرب منى بحجة أن انا خطيبته وبنت عمه وخلاص هنتجوز وأنا رافضة الكلام لأنه حرام ولما بقوله كدا يقولى أنتى مش بتحبينى وبتعملي حاجز مابينا بأسلوبك دا ولما قولتله مش معنى أنى بحبك يبقى اسلملك نفسي وأغضب ربنا علشان رغبات حضرتك معجبهوش كلامى وقالى تمام يبقى أنتى اللى جبتيه لنفسك ومتجيش تلوميني بعدها مفهمتش وقتها كلامه غير الفترة دى لما اتغير معايا أوى وبقى يبعد عنى وعمل معايا مشاكل وخناقات كتير وانا استحملت وعمره ما اشتكيت لحد فيكم ولا حتى لبابا مردتش اشغله بأمورى كفاية هموم أخوات ومشاكلهم ومشاكل شغله وعارفة أن الحمل تقيل عليه وانا مش حابه ازود همه وحمله بس ياتيتا أنا بجد تعبت من العلاقة دى ومابقتش قادرة استحمل انا طاقتى خلاص خلصت من كتر ما انا مستحملة معاه وبعدى كل حاجة بتحصلى أنا خلاص مش عايزة أكمل فى الخطوبة دى.
أردفت الجدة قائلة
علشان خاطرى ممكن تهدي وماتتسرعيش فى قرارك بدل ما تيجي ټندمي.
اندم لا متقلقيش أنا ندمانة من دلوقتى أنى وافقت على الخطوبة منه بس أعمل ايه قلبى حبه واتعلق بيه لكن كل دا بدأ يتلاشى مع تغيره معايا.
ربنا يهديكم ويهدي سركم يارب وكل حاجة تتصلح.
نظرت إليها فيروزة بضيق وقالت
وأنا مش عايزة كل حاجة تتصلح أنا عايزة افركش أم الخنقة اللى حطيت نفسى فيها من بدرى بس خلاص هانت هو اصلا جاب أخره معايا.
فى أحدى المولات كانت تسير لارين مع اولاد عمها لتردف قائلة بفرحة يااااه وأخيرا الواحد خرج وخد أفراج يوم من المذاكرة.
تحدثت سهر وقالت اه وربنا دا انا مصدقت بابا يوافق كل شوية يقولى أنتى فى ثانوية عامة مفيش خروج اقعدي ذاكرى مش عايز دلع بس لما لقى عمو عامر وافق مقدرش يقول لا ويرفض زى كل مرة.
الټفت لارين تنظر إليها 
دا أنا قعدت أقنع فى بابا اسبوع لحد مااطلق سراحى اهم حاجة دلوقتى نروح نشترى شوية حاجات ندلع نفسنا بيها وبعدها نروح نأكل سوشي.
رمقتها سارة بنظرات مشمئزة لتقول نفسي أعرف ايه سر حبكم فى الاكلة دى أزاى بتاكلوها دا انتو مقرفين.
أجابتها سهر دى أحلى أكلى فى العالم كله أنتى أيش فهمك أصلا فى فن أختيار الأكلات.
والله سبتلكم انتى وهى الفهم والفن جتكم القرف فى اختياركم وبعدين خلينا نخلص بدل ما حد منهم يرن علينا ويقولنا ارجعوا.
ذهبوا إلى محل مليئ ببعض الكتب ثم قاموا بشراء بعض الكتب الثقافية والتاريخية التفتت لارين تنظر بجانبها ليقع نظرها على هذا الرف الذى يوجد عليه مذكرات مزخرفة بالورود الزهرية لتقوم بأخذ أثنين بأشكال مختلفة قد أعجبوها تحدثت سارة متسائلة
ها يابنات فى حاجة تانية هتشتروها من هنا.
اقتربت الأخرى لتضع المذكرات على المكتب حتى تحاسب وقالت هاخد دول كمان لاختى فيروزة هى بتحب المذكرات المزخرفة بالهيئة دى ثم وجهت كلامها إلى العامل
هو مفيش عندكم استيكرات من الدانتيل الخاصة بعمل الكتب.
اردف العامل طبعا عندنا ومن حظك الحلو أن التشكيلة دى لسه نازلة لأول مره عندنا النهاردة هجبلك كذا واحدة منها وتختاري الشكل اللى يعجبك.
تمام.
بعد ساعتين من التجول جلسوا فى ذاك المطعم الهادئ بعد ما أكلوا وضع أمامهم النادل مشروب الآيس كوفى المثلج...
أخذته سهر لتتذوقه ثم قالت بأعجاب 
واو طعمه تحفه أوى أحسن من اللى بعمله فى البيت الراجل اللى عمله حرفيا فنان ومخترع.
نظرت إليها أختها على فكرة أنتى أوفر أوى ياسهر دا طعمه عادى جدا وبعدين فين الاختراع فى دا.
نفسي فى مرة تخرجى معانا وانتى ساكتة لازم تحطى تعليقاتك فى كل حاجة يعنى.
أخرسى يازفتة وبعدين هو الخروج معاكم انتو الاتنين يتسمى خروجة أصلا فينك يافيروزة والله مفيش أحلى من خروجتها الحلوة
واللذيذة.
خلاص بعد كدا متخرجيش معانا دا
أنتى رخمة أوى.
قاطعهم
ذاك الصوت الذى أتى من ورائهم قائلا
حتى وانتم برا البيت ماسكين فى خناق بعض مفيش مرة كدا تكونوا عاقلين فيها.
نظروا إليه
ثم تحدثت سارة مندهشة معاذ أنت بتعمل ايه هنا.
ولا حاجة كنت مع اصحابى انتو
بقا ياحلوين بتعملوا ايه هنا.
عمك وأبوك افرجوا عن الاتنين دول فجينا نتمشى شوية ونشتري شوية حاجات من المول.
تمام لو
خلصتوا يلا هوصلكم فى طريقي.
اجابته لارين بهدوء احنا خلصنا بس عايزين نقعد هنا شوية.
نظرت سهر لاخيها اه يامعاذ بالله خلينا قاعدين شوية الواحد كان مخڼوق ياراجل مفيش حاجة بنعملها غير نروح المدرسة ومنها على الدرس وبعد الدرس للبيت ومن البيت للمدرسة الواحد زهق دى مش ثانوية عامة دى ثانوية ظلم وحبس وإرهاق ورخامة وتناحة وتعب أعصاب اه وربنا.
قرصها من وجنتيها بخفة ليقول بمرح 
أومال أنتى فاكرة الثانوية ايه ياعسل أنتى وهى وبعدين لازم تتعبوا فى الأول علشان تقدروا توصلوا لحلمكم وتجيبوا مجموع كدا يشرف.
تحدثت سهر بتذمر دا مش مجرد تعب يامعاذ الثانوية دي اڼتحار ياجدع.
معلش ياحبيبتى والله هتعدى على طول وبعدين أنا جنبك وفى ضهرك دايما ومش عايزك تتعبي أعصابك بالشكل دا المهم تعملوا اللى عليكم ومش مهم أى حاجة تانية.
وربنا أنت احسن أخ فى الدنيا يامعاذى.
قلب معاذك من جوا.
وضعت لارين يديها تحت ذقتها ياعيني عليكي ياشابة ياللي مش لاقية حد يهون عليكي وربنا ظلم أنا خلاص مش عايزة أكمل تعليم وودوني على بيت حبيبي بلا تعليم بلا نيلة .
نظر إليها معاذ بنظرات ذات مغزى ليردف 
بقا أنتى عايزة تروحى على بيت حبيبك امممم وماله دى حاجة حلوة والطموح جميل بردو بس لما تبقى تشوفى حلمة ودنك يالارين ويلا على البيت أنتى وهى مفيش قعاد اكتر من كدا.
فى المساء كانت واقفة نازلى فى المطبخ تعد قهوة لزوجها وأخواته تقدمت الأخرى منها بخطوات بطيئة وخفيفة حتى لا تشعر بها ثم قامت بفزعها فشهقت على أثرها نازلى وهى تضع يديها على موضع قلبها فنظرت خلفها وجدت أبنتها تكتم ضحكتها وخزتها فى يديها قائلة حرام عليكي يا لارين وقفتى قلبي يابنتي.
ضمتها لارين وهى تبتسم 
أسفة يامامى قوليلى بقا بتعمل
ايه.
بعمل قهوة لابوكى.
طب ما تعمليلى معاكى فنجان قهوة من
يديك الحلوين دول.
لا.
تممت
بضيق فقالت لا
ليه بس ياماما اعمليلي فنجان واكسبي
فى بنتك ثواب دماغى مصدعة وعايزة اذاكر ومش عارفة.
لا يعني لا هعملك عصير فواكه أحسن على الاقل تتغذى بدل ما أنتى معضمه كدا وبعدين روحى شوفى أختك فيروزة بتعمل ايه وخليها تنزل تقعد معانا شوية.
اجابتها لارين بعد ما أخذت تفاحة من على المطبخ قائلة كنت عندها من شوية وقالتلي هنام ف سبتها تنام.
قطبت جبينها بأستغراب تنام غريبة يعنى مش من عوايدها تنام فى الوقت دا لسه بدرى التفتت تنظر لابنتها ثم أكملت بقلق لأحسن تكون تعبانه.
لا ياحبيبتي هى كويسة.
مدت يديها بالصنية قائلة أمسكي كدا روحى وديها لابوكى وانا هطلع ابص على أختك.
حاضر.
صعدت نازلى إلى ابنتها لتجدها نائمة فى سابت عميق قبلت رأسها بحنان ثم أطفأت لها النور وأغلقت الباب خلفها. 
فى المكتب وضعت أمامهما لارين القهوة نظر إليها والدها قائلة شكرا يالارين.
الشكر لله ياحبيبى.
تحدث عمها خالد ايه دا يالارين أنتى اللى عملتي القهوة.
عيب عليك ياجدع انت تعرف عنى كدا بردو.
ما انا قولت كدا بردو.
بعد نصف ساعة...
ربت أدم على ظهرها بحزن مقدرش ياأمى دا شغلى و مستقبلي.
ابتعدت عنه پغضب هو علشان مستقبلك تضحى بنفسك يا أدم انت رايح سيناء وهتتعامل مع أرهابيين ناس متعرفش ربنا ومابترحمش يابنى والقتل عندهم سهل ماتقوله حاجة ياعامر انت ساكت ليه. 
نظر إليها زوجها قائلا مټخافيش عليه يانازلى ابنك بقى راجل مش عيل صغير تخافى عليه وبعدين هو مش لوحده معاه زملائه كلهم وبعدين ابنك قدها وهيرجع ليكى بالسلامة بإذن الله. 
رفع أدم حاجبه الأيسر شوفتى أبنك بيقر عليا أزاى.
سيبك منه ياحبيبى المهم خلى بالك من نفسك. 
حاضر ياامى بس بطلى عياط علشان خاطرى.
ضمھ أنيس بحزن متزعلش منى ياأدم انا بهزر والله دا أنت تؤامى وحبيبى وبخاف عليك. 
وأنا عارف أنك بتهزر ياقلب أخوك.
اقتربت لارين منه بهدوء وبدأت عينيها ترقرق بالدمع 
دومي هو أنت هتطول هناك.
لمس خديها برفق قائلا هقعد شهرونص هناك ياريري.
شهر ونص بس دول كتير اوى أنا مش متعودة أنك تغيبى عننا بالمدة الطويلة دى .
صدقينى هيعدوا هوا ياقلبى المهم كفاية عياط بقا أنتى وماما.
تحدث والده عامر يلا يابنى بدل ما هما محسسني أنك رايح تستشهد ومش هترجع تانى.
اخذ حقيبته ثم قال ابقوا سلمولي على روزا لان طلعتلها لاقيتها نايمة.
نظرت إليه والدته لتهز رأسها بالإيجاب.
على الجانب الأخر كان عمران واقفا ينظر إلى السماء المغيمة ينتظر الشباب وكان داخله يتحدث إلى الله.
فى جميع حواراتي مع الله لم أكن أسمع أى مقاطعة...
كانت الساعات كلها لي كما أنني بكيت دون حرج ولم أخجل من الحديث عن مشاعري له...
لقد تكلمت كثيرا ولم أسمع صوتا يأمرني بالسكوت كنت أشعر بالهدوء..
وكل الفوضى التى بداخلى كان يرتبها دائما...
كم أنت كريم لطيف يا الله استودعك روحي وحياتي.
٣و٤
الفصل الثالث 
استيقظت فيروزة فى الصباح الباكر ثم هبطت إلى الأسفل فلم تجد أحد مستيقظا غيرها فذهبت إلى المطبخ تعد لهما الفطار وبعد الانتهاء منه وضعته على السفرة وصنعت بعض الفطائر التى يحبها والدها اقتربت جدتها منها قائلة صباح الخير ياروزا.
صباح النور يا أجمل تيتا فى الدنيا.
أبتسمت لها الجدة أنا شامة ريحة فطائر تجنن.
وضعت فيروزة أخر طبق على السفرة قائلة
ما أنا عملت شوية علشان بابا كان نفسه فيها وكمان عملت ليكم .
تذوقت الأخرى قطعة ثم قالت بجد تسلم أيدك يافيروزة والله أنتى أحسن شيف.
ابتسمت فيروزة لها بلطف بألف هنا وشفا.
صباح الخير ياتيتا ممكن بعد أذنك تعمليلى فنجان قهوة لان مصدع.
حاضر ياحبيبى.
تحدثت فيروزة قائلة خليكى أنتى ياحبيبتى وانا هعملها له.
أردف الآخر پغضب مكتوم أولا أنا مطلبتش منك تعمليها فياريت تريحى نفسك وتخليكى فى حالك ثم أستدار بجسده واكمل حديثه انا قاعد فى الصالة ياتيتا لما تعمليها نادي عليا.
نظرت إليه فيروزة لأثره بحزن فربتت جدتها على يديها قائلة متزعليش منه هو شكلك تعبان مش أكتر.
عادى مش زعلانة هروح أصحى عمر علشان يفطر ويلحق يروح الكلية.
ماشى ياروزا.
تحدثت سهر وهى تنزل من على الدرج الله يخربيت الثانوية عامة على اللى عايز يخشها.
قابلتها فيروزة الذى قالت 
مالك يابنتي بتصيحي كدا ليه من على الصبح.
اجابتها سهر قائلة بملل زهقت يابنت عمى من المدرسة مش هو المفروض اللى زي حالاتي يروح الدروس فقط.
ومين اللى قالك كدا.
أنا اللى قولت هل هناك أعتراض على قولى أيتها الفتاة.
ابعدتها فيروزة من أمامها قائلة 
هقول ايه غير أنك اصلا مش نافعة وسعى كدا من قدامى خلينى أطلع اشوف اخويا حبيبى.
أطلعى ياختى.
بعد الإفطار تحدث عامر قائلا معاذ خد لارين وسهر وصلهم فى طريقك.
هب معاذ واقفا وهو يقول حاضر ياعمى هستناكم برا يابنات.
اقتربت لارين من والدها وقبلت خده وهى تقول هتوحشنى أوى يابابي.
نظر إليها أنيس ثم قال على أساس انك مسافرة ومش هتشوفيه تانى دا أنتى رايحة المدرسة ياعسل.
ابتسم عامر بخفة مالكش دعوة بيها ياسوسة يلا ياحبيبتى علشان معاذ وراه شغل وابقى خلى بالك من نفسك أنتى وسهر ولو حد عملك أى حاجة كلميني على طول وأنا أجيلك.
حاضر.
فى المستشفى كانت دارين جالسة فى الكافتيريا وقت الأستراحة رفعت رأسها عندما وجدت شخص يقف بجانبها ويقول أسف على الإزعاج ممكن أقعد معاكى.
تعجبت منه قائلة نعم.
وضع يديه على رأسه بحرج خلاص اعتبريني مقولتش حاجة.
مش قصدى بس مستغربة طلبك وبعدين أنت شكلك جديد هنا أنا أول مرة اشوفك.
دى حقيقة أنا لسه متعين هنا أمبارح وشغال مع الدكتور صفوت ولسه معرفش أى حد هنا ولاقيتك قاعدة لوحدك قولت يمكن أنتى زيي علشان كدا جيت أقعد معاكى ولو وافقتى نكون أصدقاء فى العمل هكون ممتن ليكي دا إذا سمحتى لو هدايقك بلاش.
موافقة اتفضل أقعد.
جذب المقعد وجلس معها ليقول بهدوء شكرا ليكي ياأنسة.
الشكر لله.
نظر إليها قائلا بإبتسامة صحيح نسيت أقولك أنا أسمي باسم .
نظرت إليه وقالت بإبتسامة خفيفة وأنا دارين.
عاشت الأسامى بقولك ايه هو الدكتور صفوت ايه طبعه فى الشغل عصبى وبيقعد يزعق ولا لأ أصل أنا الصراحة قلقان منه ومشوفتهوش غير إمبارح وماتعملتش معاه.
لا ياسيدى متقلقش هو شخص محترم جدا وتحس معاه كدا أنك بتتعامل مع باباك مش دكتور شغال عنده.
زفر بإرتياح ثم قال
بجد طمنتيني ربنا يطمنك دايما ويريح بالك أومال أنتى شغالة مع مين من الدكاترة.
تحدثت دارين قائلة بهدوء مع دكتور أنيس.
نظر باسم إليها ثم قال دكتور أنيس دا أنا من أول ماجيت هنا ومفيش غير سيرته الكل بيقول انه من أشطر وأحسن الدكاترة اللى هنا من رغم انه لسه بيدرس.
أبتسمت دارين و قالت
طبعا هو حد مجتهد جدا فوق ما تتخيل وبيشتغل على نفسه أوي.
لفت نظره ذاك الخاتم اللامع فقال هو أنتى مخطوبة .
نظرت إلى يديها بشرود قائلة اه مخطوبة.
حدق بها طويلا ثم
قال شكلك مش مبسوطة يعني أصل أى واحدة بتكون مخطوبة بتبقى فرحانة لكن أنتى شكلك العكس.
أشاحت بوجهه بعيدا وقالت لا عادى الحكاية مش كدا وكمان أنا أصلا لسه مخطوبة إمبارح.
أتسعت عينيه بدهشة ليقول أنتى بتهزرى صح.
ابدا والله وانا ههزر ليه.
أصل دا مش شكل واحدة لسه مخطوبة إمبارح هما يابنتى أجبروكي على الجوازة دى ولا ايه.
تحدثت دارين بتوتر لا مفيش الكلام دا.
نهضت من مكانها بعد ما أستاذنت من باسم وولجت إلى مكتبه ليقوم بغلقه خلفها ثم قال پغضب ممكن أعرف مين دا اللى الهانم قاعدة معاه.
اردفت دارين بتوتر دا زميل جديد فى الشغل مش أكتر.
أنيس وأزاي ياهانم تسمحي لنفسك تقعدى مع واحد غريب متعرفهوش.
عادي يادكتور واحد شغال معانا ولسه ميعرفش حد فيها ايه يعنى لو جه قعد معايا.
تحدث أنيس پغضب أشد
لا ياشيخة وانتى بقا الصدر الحنين اللى هتطبطبى
عليه أصله ياعيني واحد
جديد ولسه ميعرفش حاجة أقسم بالله لو ما بطلتى اسلوبك دا يادارين لعمل حاجة متعجبكيش خالص.
رفعت يديها وقالت پغضب مماثل انت
ازاى تتدخل اصلا فى حياتى وتقولى اعمل أى ولا معملش أى وانت مين علشان تقولى الكلام دا أنت فاكر نفسك ايه ياأنيس.
كان أنيس لا يشعر بكلامها بعد ما وقعت عيناه على ذاك الخاتم الذى ترتديه
ليقول بتوتر وهو يشير إلى أصابعها ثانية واحدة هو اي دا.
نظرت إليه دارين پألم لكنها أرتدت قناع البرود يعنى انت شايف ايه.
دبلة بس لابساها ليه.
هو ايه اللى لابساها ليه واحدة مخطوبة أكيد هتبقى لابساها.
صعق الآخر من حديثها ليقول بتوتر مخطوبة مخطوبة ايه أنا مش فاهم حاجة دارين أنتى أكيد بتهزرى صح ودا ملعوب جديد منك.
تحدثت دارين ببرود وأنا هعمل ملعوب ليه يادكتور أنيس أنا فعلا اتخطبت.
ايه اللى بتقوليه دا يادارين بجد حرام عليكي بطلى كلامك دا انتى بتوجعيني هو علشان رفض طلب الاستقالة فبتعملى كدا طب أنا عملت ليكى حاجة تزعلك منى تخليكى عايزة تبعدي عنى بالله ما تعملى كدا أنا عارف أنك بتهزرى و..
قاطعت حديثه قائلة أنا مش بهزر يادكتور انا اتخطبت فعلا.
ترقرقت الدموع فى عين أنيس ليقول لا مستحيل اللى بتقوليه دا يحصل ثم أمسك يديها ليكمل كلامه دارين أنا بحبك وانتى عارفة كدا كويس أرجوك بلاش توجعى قلبى حرام عليكى اللى بتعمليه فيا دا ازاى اتخطبتى طب وانا وحبك الكبير اللى بتحبيه ليا كل دا راح فين لم ترد عليه واشاحت بنظرها بعيدا عنه ليكمل ولا أنتى مكنتيش بتحبينى من الأول أصلا.
دفعته بعيد عنها وقالت ايوة انا مكنتش بحبك من الأول كنت بسلى وقتى معاك مش أكتر وياريت بقا تنسانى خالص وكمان ملكش علاقة بيا نهائيا انت فاهم.
أجابها أنيس وقد تجمدت دموعه قائلا أنتى أحقر بنادمه شوفتها فى حياتى وعمرى ماهسامحك على ۏجع قلبى اللى أنا فيه دلوقتى. أخذ مفاتيحه وهاتفه ليخرج من ذاك المكان الذى ضاق عليه فقد بدأ يشعر بتحطمه وانهياره أمامها وهو لايريد أن يفعل ذلك خصوصا بعد الذي حدث منها.
خرجت من الغرفة لتفر دمعة هاربة من جفنها اقترب باسم منها ليقول باستغراب هو الدكتور أنيس ماله شكله مدايق أوى وركب عربيته وساقها بسرعة البرق والله خاېف ليعمل حاډثة.
قبض قلبها بالخۏف لتنهمر دموعها على وجنتيها لاحظ هذا باسم ليقول بقلق دارين مالك بتعيطى ليه بس هو الدكتور عملك حاجة.
أردفت بشهقة قائلة لا أنا اللى عملت ثم قامت بوضع كفيها الصغير على وجهها لتغطيه بأكمله.
تحدث الأخر وقال ممكن تهدي شكل الموضوع كبير تعالى نقعد فى أى حته وتحكيلى ايه اللى حصل..
كانت فيروزة تقف فى الحديقة تسقى الأزهار لتجد أنيس يمر من أمامها أخذت تنادي عليه ولكنه لم يعبأ لها تركت ما بيديها لتذهب خلفه استوقفتها نازلى قائلة هو أخوكى
ماله واخد فى وشه وطلع على طول من غير ما يرد عليا.
أجابتها فيروزة
بهدوء مش عارفة ياماما
هطلع أشوفه فيه ايه.
ماشى
ياحبيبتى وابقى طمنيني عليه.
تحدثت وهى تصعد إلى الأعلى
حاضر ياأمى.
طرق على الباب بخفة ثم دخلت وأغلقته خلفه بهدوء اقتربت من أخيها الذى وجدته يضع رأسه بين يديه وباين عليه الإرهاق والألم جلست بجانبه وهى تربت على ظهره بحنان قائلة أنيس مالك ياحبيبى فيك حاجة مزعلاك ولا حصلك حاجة فى الشغل.
لم يجيها رده لتكمل حديثها فيك ايه ياأنيس أنا مش متعودة عليك وأنت ساكت كدا طمنى مالك.
نظر إليها بعيون متغرغرة بالدمع ليقول عارفة أنا حاسس بأيه دلوقتى.
حاسس بأيه.
تحدثت فيروزة قائلة ليه ياحبيبى بتقول كدا ايه اللى مدايقك.
دارين أتخطبت.
ايه !
نظر أمامه بحزن وقال بصوت أقرب للبكاء اتفأجت النهاردة بأنها أتخطبت معرفش هى ليه عملت كدا 
عارفة هى قالتلى أنها مكنتش بتحبنى أصلا أنا كنت مجرد تضيع وقت بالنسبه ليها أنا اللى واجعنى أنى حبتها من كل قلبى ووثقت فيها وكنت هكلم بابا خلاص وكنت هروح أخطبها لكن هى ضيعت كل حاجة وفى لحظة كل دا راح وأنتهى وأنا انتهيت معاها احساس وحش أوى يافيروزة لما اللى بتحبيه يسيبك مرة واحدة ومتعرفيش أيه سبب بعده وتغيره وبعدها تكتشفي انه مش بيحبك بعد كل اللحظات والذكريات الحلوة اللى قضتوها مع بعض صمت قليلا محاولا أن لا يكبح دموعه وأن يظل متماسكا ولكن فيروزة ضمته بحزن ثم قالت عيط ياأنيس ومتكتمش عياطك ووجعك وحزنك خرج كل اللى جواك ياحبيبى علشان ترتاح لو فضلت كاتمه هتتعب أكتر.
جاء حديثها كأشارة منها ليبدء بالبكاء وهو يضمها بقوة لتربت الأخرى على ظهره بحنان ومواساه وهى تشعر پألم وقد بدأت دموعها فى التساقط من الحزن على أخيها فأتاها صوته الباكى قائلا
أنا مخڼوق أوى حاسس أن نفسي بيضيق من الۏجع والحزن هو ليه بيحصل معايا كدا ليه مش مكتوبلي أفرح أنا والله عمرى مأذيت حد ولا جرحت حد ودايما فى حالى أنا والله مكنتش عايز أى حاجة من الدنيا غير أنى أفرح وأعيش سعيد مع الانسانة اللى أتمناها قلبى لكن دى حتى طلعت مجرد مسرحية بايخة ونهايتها مؤلمة.
أردفت فيروزة بدموع علشان خاطرى متعملش كدا فى نفسك
وقول الحمدلله وأرضى بقضاء وحكمة ربنا لعله خير ياعمرى وبأذن الله هتفرح وكل حاجة هتتصلح بس بالله عليك بلاش كلامك اللى بيوجع القلب دا حرام عليك نفسك يا أنيس.
أبتعد عنها قليلا وقال مش بأيدي والله ما بأيدي يافيروزة أنا موجوع ومش عارف امتى هيخلص كل الۏجع دا ادعيلي ان ربنا يهونها عليا ثم قام بضمھا مرة أخرى لتمسد على رأسه بحنان أخوى.
فى غرفة عمر و طارق كانوا يجلسون على مكاتبهم أرجع عمر جسده للخلف متكأ على الكرسى قائلا بإرهاق حرفيا أنا فصلت ودماغى بقت قد كدا من كتر المعلومات المتلخبطة دى.
أجابه طارق وهو يفرد ذراعيه بملل الواحد تعب من كتر المذاكرة ف احنا ناخد بريك ساعة أو ساعتين وبعدين نرجع نكمل .
نظر إليه عمر الذى أبتسم بخفة على أساس أن احنا كان بقالنا خمس ساعات بنذاكر دا احنا يأخى مكملناش ساعة حتى بس مش عارف ليه الواحد كل ما يجي يذاكر يحس بفرهدة من قبل ما يبدأ وبيبقي عايز ينام.
تثأب الأخر الذي قال لا أحنا ناخد قيلولة أحسن.
لا صحصح كدا احنا ورانا امتحان بعد يومين مش عايزين نسقط.
ماتيجي نلعب بلاستيشن يمكن نفوق وخلى ماما أو مرات عمى تعملنا سندويتشات وعصير فريش ينعنشنا.
نهض عمر من مكانه وقال خلاص اشطا أنا هنزل اقولهم وانت شغل الجهاز.
بعد دقائق دلف إليهم معاذ قائلا بتعملوا ايه يافاشلين.
أجابه طارق وهو يضع الطعام فى فمه وقال 
كنا بنذاكر وبعدها زهقنا قولنا نأكل ونلعب شوية .
جلس بجانبه ليردف بسخرية وماله ياعسل دا أنا هلعبكم على الشناكل يوم الامتحان.
نظر إليه عمر وقال وحياة أبوك ياشيخ مش علشان مادتك تقوم جيبلنا الامتحان صعب خليك حنين معانا دا احنا حتى أخواتك.
تحدث طارق بأستعطاف إن شاء الله يخليلك عيالى ياشيخ متصعبش الامتحان احنا عايزين ننجح مش نسقط.
أنا مش هرد عليكم عارفين ليه.
رد طارق وعمر فى آن واحد ليه .
علشان انتو عيال فاشلة ومستهترين بمستقبلكم وأنا بقا هفضل وراكم لحد ما تتعدلوا.
نظر إليه طارق وقال تدرى ليش ماهرد عليك.
ليش ياروح أخوك.
لأنك زي أخويا الكبير مش أكتر.
استغفرالله العظيم وربنا أنا غلطان مش عارف ايه اللى قالى أجى أقعد مع أتنين متخلفين زيكم.
أردف عمر قائلا بملل الواحد زهقان بشكل لا يطاق.
أجابه طارق اه والله بقولك ايه متيجي نسافر اهو نفك الملل شوية.
نظر إليهم معاذ لا والله هو انتو مش واخدين بالكم أن الامتحانات بعد يومين ولا ايه طب استنوا لما تتنيلوا وبعدها اعملوا اللى عاوزينه.
نظر إليه عمر ما أحنا بنخطط من دلوقتى ياعم وبعدين يعني هو انت شايفنا لمين هدومنا وماشين.
بحسب.
لا متحسبش تانى بعد كدا متشوف ابن عمك ياعم طارق.
تحدث طارق ببرود سيب الحمار ينهق وبعدين سيبك منه كأنه مش موجود.
أمسك معاذ المخده ودفعها فى وجهه تصدق أنك متربتش.
أعمل إيه ابويا وأمي مكنوش فاضين يربونى .
أبتسم عمر بخفة ياعيني تصدق صعبت عليا كنت قولى يابنى وأنا كنت أخلى اللواء عامر يربيك.
نظر إليه طارق وقال بسخرية ياعم أتنيل كان رباك أنت الأول وبعدين هو أصلا كان فاضى دا كان بيفكر ازاى يخلف الخلفة اللى بعدك.
وقف معاذ وقال أنا أول وأخر مرة أجى أقعد مع أشكالكم ياشوية فاشلة.
الفصل الرابع
حوله وهو يبحث عن شيئا ما ولكنه شعر بالهلع عندما سمع صوت أقدام فى الخارج جعلته يترك ما بيده ليركض سريعا هاربا من الشرفة وأثناء هروبه أصتدم بتلك الطاولة الجانبية التى سقطت من عليها المزهرية أرضا دخل الشرفة ونظر إلى أسفل ليرى أن المسافة ليست ببعيدة ثم قفز من على السور إلى الحديقة..
نظر إلى لارين وهو بضړب على خديها برفق بأيدي مرتعشة قائلا بقلب منفطر لارين حبيبتى أنت سمعاني 
ياالله.....حد يساعدني ياأنيس ألحقني.
نظر إليه بدموع حبيسة ليقول پغضب لا مش كويس بنتي جوا فى أوضة العمليات وأنا واقف هنا ومش عارف هو كويسة ولا لأ أنا حاسس بڼار جوايا يا أحمد
أهدى ياحبيبى إن شاء الله هتبقى كويسة متقلقش وكمان أخوها أنيس معاها جوا.
نظر إلى أعلى وهو يناجى ربه ثم قال يارب يا أحمد يارب دى لو حصلها حاجة ھموت فيها.
نظرت إليه فيروزة بعيونه هالكة من البكاء وهى تحتضن والدتها نازلى التى كانت تبكى بحړقة لتربت الأخرى على رأسها بحنان ولم يكف لسانها عن الدعاء لشقيقتها.
ثم قام بغلق الهاتف فى وجهه ويقوم بضړب الجدران پعنف وهو يشعر پغضب چحيمي لتفر دمعه من عيناه مټألمة اقتربت فيروزة منه بهدوء لتربت على يديه برفق قائلا بحزن بابا لو سمحت أهدى ياحبيبى.. صدقنى يابابا هى هتبقى كويسة والله أختى هتبقى كويسة.
قام بأبعاد يديها عنه پعنف ليردف قائلا بعصبية 
محدش يقولى أهدى سامعة أنا بنتى الوحيدة جوا بين الحياة والمۏت وأنتي جاية تقوليلى أهدى أنا مش عايز أسمع صوتك نهائيا فاهمة.....ثم أخذ يبكى ليقول بحړقة أنا محدش حاسس بيا انا قلبى بيوجعنى من ساعة مشوفتها بالمنظر دا وخاېف أوى لخسرها خاېف لو مشوفهاش تانى دى بنتى وحته من قلبى وروحى وأغلى ما ليا .
بعد مرور ساعتين..
خرج أنيس من غرفة العمليات فأقترب منه الجميع بقلق نظر إليه والده الذى قال طمنى ياأنيس على أختك.
نظر الأخر إليه قائلا متقلقش ياحبيبى هى دلوقتى كويسة والچرح مش عميق...وتم نقلها لغرفة تانية وشوية هخليكم تشوفوها.
زفر عامر بهدوء وقال الحمدلله أن هى بقت كويسة.
بعد مرور دقائق كان يقف عامر بجانبها يمسد على خصلات شعرها بحنان رمشت لارين بعينيها وقطبت حاجبيها ثم تحدثت بوهن وهى تنظر حولها قائلة أنا فين
تحدث والدها قائلا بأبتسامة فى المستشفى ياقلب أبوكى حمدلله على سلامتك.
نظرت إليه بعيون دامعة وقالت پخوف بابا كان ف..
أردف عامر بهدوء ليبث بقلبها الأطمئنان مټخافيش ياحبيبتى أحنا هنا جمبك ومش هسيبك أبدا ومحدش هيقدر يقرب منك بعد كدا.
اقتربت نازلى منها قائلة بأبتسامة سعيدة حمدلله على سلامتك ياعمرى أنت.
أردفت لارين بأرهاق الله يسلمك ياماما.
تحدث عمر قائلا بمرح ينفع كدا ياعسل الخضة دى دا انا كنت هقطع الخلف بسببك بس يلا مش مهم أهو كله فداك.
نظر إليه أنيس وقال بسخرية ياااه على الټضحية مش عارف لولاك كنا عملنا ايه.
أقتربت منها فيروزة وقبلت رأسها بحنان ثم قالت بأبتسامة حمدلله على سلامتك يابسبوسة العيلة فداكى روحى ياقلب أختك..كنت ھموت من الخۏف عليكى.
نظر عامر لأخواته بهدوء ليقول 
يلا يا أحمد خد العيلة وروحهم وانا هفضل هنا مع لارين.
أحمد أزاى بس هروح واسيبك أنا هفضل هنا معاكم.
نظر إليهم خالد قائلا ايوه أحمد عنده حق لازم واحد مننا يفضل معاك عشان لو أحتاجت أى حاجة.
زفر عامر بضيق وقال ياجماعة والله مالهوش لزوم قعدت أى حد فيكم يلا بقا يا أحمد أنا مفيش فيا حيل للمناهدة.
نظروا لبعضهم بقلة حيلة فمهما حاولوا لم يقتنع وسيظل ثابتا على قراره ثم تحدث أحمد قائلا
ماشى ياعامر زى ما انت عاوز بس لو احتاجت حاجة ياريت تكلمنا ومتطنش ماشى.
ماشى ويلا بقا.
أومات رأسها بالإيجاب ليكمل حديثه واقفة هنا لوحدك ليه ومش قاعدة معانا جوا .
نظرت إلي السماء وقالت ما أنت عارف أن أنا مش بحب قاعدة المستشفيات وبعدين أنت ايه اللى خرجك من جوا.
خرجت أدور عليكى لما ملاقتكيش وطبعا أنتى عارفة ان أنا بقلق بسرعة لما بتختفى فجأه.
تعرف ياعمر أنك اكتر واحد فى أخواتي بحبه أوى واكتر واحد بخاف عليه.
عارف ياعمري وأنت والله أكتر واحدة بحبها فيهم يافيروزة وعلى فكرة دا مش كلام والله.
عارفة أنه مش كلام.
فيروزة عارف أنك زعلانه منى بسبب عصبيتى عليكى ولكن يابنتي كان ڠصب عنى أنا مكنش قصدي أجرحك بكلامى وأنتى عارفة كدا صح.
خفضت رأسها بحزن ولم تجيبه أمسك يديها وجعلها تجلس على المقعد وجلس بجانبها ليكمل حديثه بأسى وحزن
من ٢٧ سنة أتعرضنا أنا ونازلى لاپشع يوم فى حياتنا يوم لما أتخطفت فيه بنتنا كارما أول فرحتنا وكان عمرها ٦ شهور خطڤوها جماعة مسلحين بيتاجروا فى كل حاجة أنتى لا تتخيليها و قرروا يتنقموا منى بسبب العمليات اللى دمرتهلهم وبعض رجالتهم اللى قبض عليهم ولكن أنتقامهم كان عظيم و نفذوه فى بنتي نور عيني صمت لوهلة وقد بدأت عيناه ترقرق بالدمع ثم أكمل
أنا يافيروزة موجوع من جوايا وعلى طول خاېف أن حد منكم
يتأذى زيها علشان كدا كنت خاېف على لارين أوى لانها تعرضت للقتل زى أختها... أعدائى ناوين يقهروني على ولادى وأنتى عارفة
قد أيه الضنا غالى.
ثم نظر
إلى عينيها پألم ليقول حقك
عليا يافيروزة متزعليش من أبوكى أنتى بنتي زيك زيهم وبحبك
زى أختك لارين علشان خاطرى سامحيني أنا مابحبش أشوفك زعلانه مني.
أبتسم
بود ليردف قائلا بمرح 
ياراجل عليا الكلام دا ياروزا.
أبتعدت فيروزة عنه بأبتسامة مشرقة تعرف يابابا أنا بحبك أوى وأسفة لو كنت زعلت حضرتك.
أنا مقدرش أزعل منك يافيروزة.
أخذ عامر يحدق فى ملامحها ثم قال تعرفى أنك فى نفس عمر كارما.
نظرت إليه بعينيها الفيروزية وقالت 
هى كانت حلوة زيى كدا ولا أحلى.
عامر بشرود كانت جميلة زيك.
وضعت رأسها على كتفه بهدوء ونظرت إلى السماء المظلمة.
بعد يومين وتحديدا فى القصر ..
دلف عامر وهو يسند لارين بعد أن أطمئنوا عليها وسمح لهم الدكتور بالخروج جلست على تلك الأريكة معهم نظر إليها طارق بخبث قائلا يااااااه يا لارين تصدقى أن البيت كان حلو من غيرك أوبس قصدى كان وحش ..
نظرت إليه بسخرية تصدق فعلا.
طارق بشفقة والله زعلنا عليكى يابنتى أنت متعرفيش أننا بنحبك قد ايه.
أبتسمت أبتسامة صفراء ثم قالت اه ما أنا عارفة مش محتاجة تقولى.
نظر إليه أحمد پحده ملكش دعوة ببنت عمك يازبالة ثم الټفت إليها ليقول سيبك منه ياحبيبتى ومتزعليش من كلام البأف دا.
أبدا ياعمى مش زعلانه وبعدين دا طارق محدش بياخد على كلامه أصلا.
أردف وليد بأبتسامة حمدلله على سلامتك ياعسل.
لارين الله يسلمك ياوليد.
تحدث وليد وقال عايزك كدا تخفى بسرعة علشان عملك مفاجأة هتفرحك أوي يالى لى.
أردفت لارين بسعادة بجد ياوليد طب ايه هى المفاجأة دى.
أجابها بمرح لا ياعسل مش هقولك وبعدين لو قولتلك مش هتبقى مفاجأة
صح ولا اي.
صح بس هتبقى أمتى.
أول ما تروقى كدا من التعب اللى
أنتى فيه.
وضعت سهر يديها فى وسطها وقالت بحزن مصطنع
طب وأنا ياسي وليد مفيش ليا حاجة ولا أنا مش مهمه عندك.
نظر إليها مبتسما ليقول مين قال كدا أنتى مهمة عندى كلكم زي بعض والله وبعدين ياستى متزعليش ليكى نفس المفاجأة أى خدمة.
أردفت بمرح قائلة يعيش وليد.
يلا أسيبكم أنا بقا وألحق اروح الشركة علشان لو فضلت قاعد جنبكم كدا هفلس.
ثم أتجه إلى الخارج وذهبت خلفه فيروزة وهى تنادي عليه استدار إليها ليردف قائلا بضيق خير فى حاجة.
تحدثت بحرج وقالت اه فيه ممكن نتكلم مع بعض شوية.
للأسف مش فاضى أنا لازم أمشي.
لا ياوليد أحنا لازم نقعد نتكلم مع بعض ونشوف حل لموضوعنا دا.
موضوع ايه.
يعنى أنت مش عارف !
لا مش عارف وياريت نخلص أنا مش فاضيلك. 
ممكن أعرف أنا بالنسبالك ايه أنا خلاص زهقت ومابقتش فاهمة أنت بتعاملنى كدا ليه... دا أنت حتى بتعامل الكل كويس إلا أنا مع أنى بكون خطيبتك ومعاملتك معايا المفروض تكون أحسن من معاملة الكل.
زفر بضيق قائلا شكلك فاضية وعايزة تتخانقى وخلاص. 
تحدثت فيروزة بحزن أنا مش عايزة اټخانق أنا عايزة اعرف علاقتنا دى هتوصل لأيه.
والله لما أعرف هبقى أقولك
.
أقتربت منه ووقفت أمامه بهدوء أنا مابقتش فهماك أنت أتغيرت أوى مش دا وليد اللى كنت أعرفه زمان واللى كان بيحبنى وميستحملش عليا الهوا ايه اللى
غيرك كدا من ناحيتي.
نظر إلى ساعته ثم قال أنا أتأخرت أوى ولازم أمشى عن أذنك يابنت عمى.
نظرت لأثره بشرود بعد مغادرته لتذهب هى إلى الداخل
وصعدت إلى غرفتها بعد دقائق من التفكير الذى أرهقها جلست على فراشها وهى تمسك مذكراتها تدون بعض الكلمات العالقة بداخلها..
كانت جدتى دوما تحدثنى بتلك النصيحة إذا أحببت شخصا ما لا تجعليه محور حياتك ياعزيزتي .. لا تقدمى حياتك هدية له أنتى أولى بها ... الله وهبك إياها فلا تهبيها لاحد .. وان فعلتى فنادى فى ظلماتك لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين وأسترجعى أغلى ما تملكين 
حبيه ولكن لا تذوبى فيه .. حبيه ولكن لا تعلقى حياتك عليه .. حبيه وأن قرر الرحيل أبتسمى له وأديرى ظهرك ضاحكة فالحياة تنتظرك فلا تنتظريه حرريه وحررى روحك قبله .. فالكووون كله قد سخر لك
فانطلقى وطيرررى وحلقى 
لا تحكمى على نفسك بالمۏت حيا لاجله .. وان فعلتى فاستغفرى لذنبك وظلمك لنفسك وافيقى لازلتى تتنفسى إذا هناك حياة فى انتظارك 
قومى ضعى كامل زينتك .. انظرى لنفسك فى المرايا وأخبرى نفسك كم انتى جميلة 
لا تحكمى على نفسك بالعيش فى ظلمات داخل ظلمات لاجل رحيله
أرقصى وتميالى على أنغام حزنك وأركضى عليها برجلك وانظرى الى جسدك واخبريه كم هو فاتن 
أنتى أيتها الرائعة الفاتنة الرقيقة الجميلة القووووية .. أعرفى انك غالية غالية غالية عند مليك مقتدر
أنتى أيتها الغالية اعرفى قيمتك العالية عند ملك الملوك ولا تسمحى لعبد ان يشعرك انك هينة او .. او كتلة مهملة حتى وان احببتيه .. فحبى نفسك اكتر و حلقى بعيداااا عن موطنه ..
فى الأسفل كان بعض أفراد العائلة يجلسون مع بعضهم فى هدوء تام نظر طارق نحو السلم عندما رأى فيروزة تهبط من عليه ليطلق صفارة عالية بأعجاب ثم قال أوبا ايه الحلاوة دى ياروزا والله من زمان ياشيخة لم نرأكى فى مثل هذا الفستان الرائع.
اقتربت منهما بخجل وقالت بجد يعني شكلى حلو ياطروقة.
دا أنتى صاروخ مش حلوة وبس .
وكزه عمر پغضب فى كتفه ليقول بغيرة عينك ياحلو بدل ما اقلعها ليك.
يابنى دى أختى.
ولو متبصش عليها بدل مازعلك.
تحدثت فيروزة بتوتر وهى تنظر إلى أخيها مقولتش ياعمر أيه رأيك فى شكلى حلو ولا وحش.
نظر إليها بابتسامة قائلا والله العظيم أنتى قمر ياقلب أخوكى.
أردف عمها أحمد بأبتسامة طول عمرك حلوة وجميلة يافيروزة ومفيش فى حلاوتك أتنين.
شكرا ياعمو والله مفيش أحلى منك أنت ياحبيبى.
أحمد راحة فين كدا 
هخرج أتمشى شوية مش أكتر.
ماشى ياحبيبتى بس عايزك ضروري تروحى الشركة هناك ملفات فى الحسابات محتاجة تتظبط أبقى هاتيهم معاكى واشتغلى عليهم لان مفيش حد عارف يعدل فيهم أى حاجة وطبعا مفيش أشطر منك فى شغل الحسابات مش عارف أنا ايه اللى خلاكى تسيبى الشغل.
حاضر هبقى اشوفهم ... هعدى على الشركة الأول أجيبهم وبعدها هكلمك ياعمر تقابلنى ونخرج سوا.
أومأ رأسه إليها بالموافقة.
لا خليك هاخده وأنا ماشية .
ذهبت إلى مكتبة ووجدت السكرتيرة جالسة على مكتبها منشغله ببعض الأوراق اقتربت من الباب بحرص شديد وقامت بفتحه لتقف متصنمه مكانها وهى تشعر بالصدمة مما رأت فجعل ما بيديها يسقط أرضا.
الفصل الخامس 
أنت هتخرج كدا خد البس قميصك الأول.
أخذه منها وأرتداه سريعا وقام باللحاق بها قبل أن تفعل شيئا يدمره..
فى القصر 
دخل وليد مهرولا وهو ينهج فأخذ ينادى عليها بصوت عال ثم
نظر حوله فى أركان المنزل ثم أقترب من جدته بتوتر متسائلا تيتا هى فين فيروزة.
الجدة باستغراب فيروزة خرجت من بدرى ولسه مجتش.
وضع يديه على شعره يشده بضيق ليقول عامر فى ايه ياوليد شكلك مش مطمنى هو حصل حاجة.
ابتلع ريقه پخوف وقال بتوتر أبدا مفيش حاجة.
عامر أومال مالك مش على بعضك ليه.
وليد بنفاذ صبر ياعمى قولتلك مفيش.
تحدث والده خالد قائلا ماهو واضح أنه مفيش.
أمسك وليد هاتفه ليرن عليها ولكن هاتفها مغلق 
الهانم تليفونها مقفول.
نظر إليه عامر بقلق رن عليها تانى يابنى.
نظرت إليه بعيون مجهدة عمرى ما كنت كويسة ثم أبتعدت عنه وأقتربت من وليد الذى أرتبك من نظراتها التى شعرته بالخۏف بينما هى وقفت أمامه وخلعت الدبلة من يديها والقتها بوجهه
تم نسخ الرابط